IMLebanon

لبنان أبرز أوراق إيران للتفاوض مع الولايات المتحدة

“لقد رحل ترمب ونحن وجيراننا باقون”. بهذه الرسالة بالعربية توجّه وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى دول الجوار بعد خسارة الرئيس الاميركي دونالد ترمب السباق الرئاسي امام المرشّح الديمقراطي جو بايدن، داعيا “جيران” بلاده إلى التعاون من اجل تحقيق المصالح المشتركة.

لا شك ان مسارعة ظريف للتحدّث بالعربية الى جيران بلده عقب خسارة ابرز حليف لهم واجه تمدد المشروع الايراني في المنطقة يُفسّر على ان طهران ترغب بتسوية علاقتها مع جيرانها بعد رحيل من يُفترض انه كان وراء قطعها بعد ان ذهب بعيدا في المواجهة معها عقب اعلان خروجه من الاتفاق النووي وتشديد سياسة العقوبات عليها.

لكن عن اي تعاون يتحدّث ظريف ومسؤول ايراني سابق “جاهر” علنا بسيطرة طهران على اربع عواصم عربية وهي تدعم تنظيمات مسلّحة وجهات حزبية في هذه العواصم على حساب الدولة ومؤسساتها الشرعية؟ تسأل اوساط دبلوماسية غربية عبر “المركزية”.

وبما ان حزب الله هو احد ابرز الاذرع العسكرية التابعة لإيران واقواها تأثيرا على إحدى هذه العواصم العربية الاربعة، فإن إمساك طهران بورقة لبنان يتقدّم على باقي اوراق تلك العواصم، وبالتالي فإن ورقة لبنان ستكون الابرز على طاولة التفاوض مع الولايات المتحدة.

وعليه، كشفت الاوساط الدبلوماسية ان “ايران، وبعد فوز الرئيس جو بايدن وخسارة دونالد ترامب، باتت تتمسّك بورقة لبنان اكثر من قبل لاستخدامها في المفاوضات مع الادارة الجديدة”.

من هنا، اعتبرت ان “ايران ستفاوض واشنطن نوويا عبر ورقة لبنان. كيف؟ ربما من خلال استحقاق الحكومة. صحيح ان المشاورات الحكومية قد تُفضي الى تصاعد الدخان الابيض فتولد الحكومة المُنتظرة برئاسة الرئيس سعد الحريري، لكن متى دقّت ساعة المفاوضات فإن حكومة لبنان ستدخل لعبة المساومة الايرانية. فكلما شعرت طهران بأن المفاوضات “النووية” تسير عكس ما ترغب قد تشهر ورقة لبنان فتُطيّر حكومة الرئيس الحريري اما عبر الشارع او انسحاب وزراء الثنائي الشيعي وفريق العهد حتى لو كانوا تحت صفة “المستقلّين”، فتذهب إما نحو تشكيل حكومة شبيهة بمواصفات حكومة حسّان دياب او تُبقي على الفراغ الحكومي”.

ولفتت الى “ان قوى الثامن من اذار، وتحديداً حزب الله، لا تُحبّذ اصلاً تشكيل حكومة بالمواصفات التي يُنادي بها الرئيس الحريري. فهي ترفض كل تعاون مع الجهات المانحة والمنظمات الدولية من البنك الدولي الى صندوق النقد، لأنها تعلم انها تتحرّك بتوجيهات اميركية وهو ما يتناقض مع مصالحها، كما انها تتجاهل تنفيذ توصيات دول مجموعة الدعم الدولية لمساعدة لبنان، لإدراكها سلفاً انها ستؤدي الى تقليص حجم نفوذها وقبضتها على القرار في لبنان. لذلك ستمنع اي عملية اصلاح تحت حجج وأسباب عديدة”.

على اي حال، وبانتظار ان يستلم الرئيس بايدن مقاليد السلطة ويُشكل فريق عمل خاص لكل ملف، شددت الاوساط على “ان لبنان ليس على سلّم الاولويات الدولية او الاقليمية بل الملف الايراني النووي، ومسار التطبيع مع اسرائيل. ولا يبقى امام المسؤولين اللبنانيين اليوم سوى الالتفاف حول المبادرة الفرنسية، لأنها الفرصة الانقاذية الاخيرة من اجل تمرير الوقت الضائع دولياً واقليمياً بأقل الخسائر الممكنة، والا سيكون مصير لبنان الزوال كما حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان منذ اشهر”.