IMLebanon

ارتياح خليجي لأداء الحريري: فهل يصمد أمام مطالب فريق العهد؟

لم يعد مستغرباً غياب الحضور الدبلوماسي الخليجي الفاعل عن الساحة اللبنانية، في مقابل “تصاعد” الاهتمام الدولي بالتطورات الداخلية والذي يحمل في طياته رسائل تنطوي على استياء عربي ودولي من مسار الأمور، في ظل عجز الطبقة الحاكمة عن تشكيل حكومة اختصاصيين توحي بالثقة وتباشر بالاصلاحات المطلوبة.

ولعل اكثر ما ساهم في تعزيز الغياب الخليجي على نحو غير مسبوق التحذيرات والنصائح التي وجّهت للقوى السياسية بضرورة الالتزام بسياسة النأي بالنفس وعدم التورّط بأزمات المنطقة، من سوريا الى العراق مروراً باليمن والبحرين، وهي الساحات العربية التي اخترقها حزب الله تنفيذاً لمشروع ايران بالتوسّع والتي “فاخر” احد مسؤوليها بأن طهران باتت تسيطر على اربع عواصم عربية حتى الان.

وعلى رغم “الاستياء” الخليجي مما آلت اليه الامور في لبنان لمصلحة المحور الايراني على حساب عروبة لبنان وعلاقاته بأشقائه العرب، الا ان ما رشح من معلومات استقتها مصادر مطّلعة على الاجواء الخليجية اشارت الى نوع من الارتياح تجاه ما يحصل، تحديداً في استحقاق تشكيل الحكومة لجهة تمسّك الرئيس المكلّف سعد الحريري بالثوابت التي وضعها للتشكيل القائمة على ضرورة تأليف حكومة تستعيد ثقة المجتمعين العربي والدولي.

فقد نقلت اوساط سياسية مراقبة ومطلعة على مجريات الامور في المنطقة لـ”المركزية” معلومات عن “ارتياح خليجي” لاداء الرئيس الحريري في تشكيل الحكومة ومواقفه الاخيرة، لاسيما التزامه بمواصفات المبادرة الفرنسية لتشكيل حكومة من وزراء اختصاصيين مستقلّيين غير سياسيين لا تسمّيهم الكتل النيابية بل يختارهم هو بالتعاون مع رئيس الجمهورية كما ينصّ عليه الدستور من بين شخصيات كفوءة وقادرة”.

ومع ان محرّكات التشكيل متوقفّة نتيجة سفر الرئيس الحريري الى الخارج لقضاء عطلة الاعياد مع عائلته، غير ان “معاييره” للتشكيل لن تتبدّل وهو متمسّك بها اكثر من اي وقت، لان تشكيل حكومة مهمة مطابقة لمواصفات المبادرة الفرنسية هي الفرصة الاخيرة الانقاذية للبنان قبل ان يغرق كسفينة “تايتانيك” كما قال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان.

من هنا، تحدّثت الاوساط السياسية المراقبة عن “قلق” فريق العهد وحلفائه، تحديداً التيار الوطني الحر وحزب الله من “تصلّب” الرئيس المكلّف، لاسيما حزب الله الذي لم يُستشر بالتشكيلة ولم يُقدّم اسماءً ولم يُسأل عن الاسماء الواردة، مع العلم ان اوساط الحزب تقول انه لم ينجز “الصفقة” مع الفرنسيين بشأن “الضمانات” التي يطلبها للمرحلة المقبلة، لذلك يقف وراء مواقف التيار البرتقالي المعترضة على التشكيلة وعلى معايير الرئيس الحريري مفضّلاً عدم التدخّل ايجاباً لتذليل العقبات بإنتظار موقف فرنسي وكلمة سر ايرانية لم ترد بعد”.

وإنطلاقاً من هذا البازل الحكومي “المعقّد” الذي لن تنتج منه حكومة بالمواصفات المطلوبة،  سيمضي الرئيس المكلّف عطلة رأس السنة مع عائلته في الامارات التي رجّحت مصادر دبلوماسية غربية عبر “المركزية” ان تدخل على خط “تسوية” العلاقة مع دول الخليج.

ويبقى السؤال: هل ينجح الرئيس الحريري بالامتحان الحكومي هذه المرّة فيُشكّل حكومة بالمواصفات الفرنسية وإستطراداً الدولية، فيُعيد الثقة العربية-الخليجية والدولية بلبنان فتتدفّق بعدها المساعدات، ام ان حسابات فريق لبناني معيّن باتت اكبر من لبنان وتتخطى حدوده هي التي ستتغلّب على معايير الرئيس الحريري فتُطيح ما يبنيه؟