IMLebanon

بكركي بالمباشر: الطريق إلى تغيير الصيغة اللبنانية مقفلة!

في عظة الميلاد وأمام جمع من المؤمنين تتقدمهم عائلة المغدور جو بجاني قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي :” إن كان ثمة من يراهن على سقوط الدولة، فليعلم أن هذا السقوط لن يفيده ولن يفتح له طريق انتزاع الحكم..” وفي عظة سابقة قالها بالمباشر:” لسنا مستعدّين أن نبحث تعديل النظام في ظل هيمنة السلاح المتفلت غير الشرعي، سواء أكان يحمله لبنانيون أو غيرهم”.

على خط موازٍ لا يخلو خطاب أو تصريح لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع من التشديد على ضرورة الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة “لأن لا أمل يرجى من الأكثرية النيابية الحالية الحاكمة. خصوصاً بعد أن اختلف المزاج العام في البلاد ما بعد 17 تشرين الأول 2019 الأمر الذي أفقد هذه النخبة الحاكمة شرعيتها”.

فهل ثمة حراك سياسي لمواجهة الأكثريّة النيابيّة التي تقاوم في الوقت الراهن أية محاولة لإجراء انتخابات سواء كانت مبكرة أم في موعدها الدستوريّ؟وما صحة الكلام عن فتح خطوط بين عدد من نواب يدورون في فلك 14 اذار ومنهم نواب في كتلة “الجمهورية القوية” للبحث في اتخاذ خطوة لتقديم استقالات جماعية من مجلس النواب لقطع الطريق على مخططات يعمل عليها سياسيون من فريق 8 اذار بهدف القضاء نهائيا على الطائف والسعي لنظام جديد؟

“الدعوة إلى استقالة جماعية من كتل وازنة ليست جديدة” يقول النائب في كتلة “الجمهورية القوية” جورج عقيص لـ”المركزية” ويعود إلى الإجتماع الذي عقد في معراب غداة كارثة تفجير مرفأ بيروت في 4 آب وضم نواباً من كتلتي “القوات” والحزب “التقدمي الإشتراكي”. يومها طرح نواب “القوات” على كتلتي “الإشتراكي” و”المستقبل” مسألة تقديم الإستقالة الجماعية من مجلس النواب. “لكن للأسف الفكرة لم تلق تجاوباً وجاء قرار استقالة الحكومة ليقفل كل المنافذ الشرعية على خطوة الإستقالة الجماعية ويعزز موقع قوى تخشى على نفسها من السقوط في ذاكرة التاريخ”.

ثمة محاولات حثيثة من قبل أفرقاء لتغيير صيغة المناصفة والذهاب نحو مؤتمر تأسيسي لتكريس صيغة المثالثة. أما المسار القانوني الذي يفترض أن تسلكه مسألة الإنتخابات النيابية المبكرة فيحددها عقيص بالتالي: إما تقصير مدة ولاية المجلس بموجب قانون وفي هذا المجال قدمت كتلة نواب “القوات” مشروع قانون لكن لم تتم إحالته إلى الهيئة العامة للتصويت عليه، أو تقديم استقالات جماعية من شأنها أن تسحب بساط الشرعية عن المجلس.

“الخطوط مفتوحة مع كتلتي “المستقبل” و”الإشتراكي” في مختلف المواضيع. ولن نوفر جهدا لمواجهة المخطط الساعي إلى فرض نظام جديد خصوصا أن هناك قوى تستشعر بأن ثمة تغيرات إقليمية قد تحد من نفوذها على الساحة اللبنانية وتريد تصريف فائض القوة بهدف إلحاق لبنان بالمحور الإيراني”.

ولفت عقيص إلى أن مخطط ضرب النظام يبدأ بضرب النظام الإقتصادي والمصرفي أو من خلال السعي الدائم إلى إقرار قانون انتخابي يعتمد على تفوق العدد على التوازنات. أما الملاذ الأخير لتحقيقه فيتجلى في الذهاب مباشرة إلى مؤتمر تأسيسي وتكريس صيغة المثالثة. وهذا يعني تغيير وجه لبنان ورسالة التعددية القائمة منذ العام 1920 حتى اليوم وتحويله إلى إمارة طائفية.

لم يعد خافيا على أحد أن السباق بات على الوقت للحفاظ على لبنان الرسالة، هذا اللبنان الذي ذكره البابا فرنسيس في رسالته التي وجهها إلى اللبنانيين ليلة عيد الميلاد حيث دعاهم إلى “الصمود كأرز لبنان في وجه العواصف، والتمسك بهويتهم كشعب لا يترك بيوته وميراثه، ولا يتنازل عن حلم الذين آمنوا بمستقبل بلد جميل ومزدهر”.

من يتفوق على من؟ “الأمر يتوقف على مدى قدرة المواجهة وكلما كنا متضامنين تكون النتائج لصالح الحفاظ على صيغة لبنان الرسالة ونحن حريصون على تحالف عريض من قوى 14 آذار لمواجهة مشروع تغيير النظام”، يختم عقيص.