IMLebanon

لبنان تحت الاحتلال علناً! (بقلم رولا حداد)

ظهر ردّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كما ردّ “التيار الوطني الحر” على تصريح قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني بمثابة رفع للعتب أو لمجرد حفظ ماء الوجه ليس أكثر.

كلام الجنرال الإيراني، كما كل الكلام الإيراني السابق، يؤكد بما لا يقبل أي شك أن لبنان يقع تحت الاحتلال الإيراني الكامل، كما يؤكد أن القرارات السيادية اللبنانية هي بيد الحرس الثوري الإيراني بالكامل. والخطير أن هذا الاحتلال اليوم، من خلال التلويح بالصواريخ والأمرة الإيرانية عليها، ومن خلال الإصرار على التأكيد أن لبنان الرهينة يشكل جبهة أمامية للدفاع عن إيران، إنما يهدد لبنان بالتدمير الشامل عبر زجّه في حروب لا طاقة له عليها!

وفي هذا الإطار تسقط كل الاعتبارات بحيث لا يسمو أي هدف على أولوية تحرير لبنان من الاحتلال الإيراني، ولا يعلو أي شعار على العمل لإنقاذ لبنان فوراً من الأتون الذي وُضع فيه.

لم تعُد تنفع سياسة المواربة، ولا ممارسة سياسة النعامة. لم تعُد تنفع الطروحات المثالية. سقطت كل محاولات “لبننة حزب الله” التي كانت نتيجتها الوحيدة “أيرنة لبنان” وإدخاله في المحور الإيراني حتى الإفلاس والانهيار الشامل في مئويته الأولى.

وليسمح لنا المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، لأن كلامه حول أن “لا سيادة من دون صواريخ قاسم سليماني” هو كلام مرفوض ويشكل إساءة لكل المشاعر الوطنية اللبنانية. هذا المنطق يؤكد أن لبنان قابع تحت الاحتلال، ومن يؤلّه اليوم إيران وميليشياته وصواريخها كان يروّج سابقاً للاحتلال السوري.

لبنان تحت الاحتلال لأن إيران تصرّ على تسليح فصيل لبناني تابع لها ويأتمر بأوامرها باعتراف الجميع بدءًا بقادة هذا الفصيل المُسمّى “حزب الله” الذي ينفّذ التعليمات الإيرانية على حساب لبنان، وما الحديث عن أن القدرات الصاروخية في لبنان هي الخط الأمامي للمواجهة الإيرانية سوى تأكيد استعمال لبنان واللبنانيين بمثابة متاريس ودروع بشرية في أي حرب مقبلة للدفاع عن إيران.

بهذا المعنى لا يمكن فهم إصرار “حزب الله” ومن ورائه إيران على استفزاز اللبنانيين بنشر صور قاسم سليماني في عدد من المناطق وخصوصا في العاصمة ومحيطها، سوى لتأكيد نهج الاحتلال وفرض الهيمنة الإيرانية!

إن خطورة ما يجري لا يكمن فقط في مفهوم الاحتلال الإيراني للبنان وواقعه، إنما في العمل الحثيث لإلغاء الهوية اللبنانية عبر إلحاق اللبنانيين واستتباعهم بالكامل للقرارات الإيرانية، وإلغاء أي دور للمؤسسات اللبنانية بدءًا بالجيش اللبناني الذي يشكل رمز سيادة اللبنانيين.

إن المطلوب اليوم، وقبل فوات الأوان، تصحيح المسار لحفظ لبنان ككيان ودولة وهوية وانتماء، لأن كل المحاولات الإيرانية الحثيثة القائمة لن تؤدي سوى إلى نتيجة واحدة وهي الانفجار اللبناني من الداخل، وهو ما لن يكون في مصلحة أحد، وفي طليعتهم حلفاء إيران في لبنان.