IMLebanon

استقالة عون لا تكفي… الحل انتخابات نيابية مبكرة

لا امكانية للخروج من الوضعية السياسية الراهنة، القاتلة للاقصاد والمال والاعمال والسياحة و”الآمال” والاحلام، والبشر والحجر، الا برحيل المنظومة الحالية كلّها. هذا ما تقوله اوساط سياسية في المعارضة لـ”المركزية”، مشددة على ان رحيل حجر واحد من الدومينو هذا، لا يكفي. فالمطلوب تغيير شامل وكامل من رأس الهرم وصولا الى القاعدة.

الاوساط تقول ان استقالة رئيس الجمهورية، التي يرفع شعارَها بعضُ الجمعيات السياسية والمدنية، جيّدة، ولا نمانعها، الا ان وقعها على المعادلة القائمة اليوم سيكون ضئيلا، كزوبعة في فنجان، لا اكثر ولا أقلّ، اذا لم تترافق وانقلاب في موازين القوى النيابية القائمة اليوم. وتتابع: “فلنسلّم جدلا ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قرر غدا ترك منصبه والرحيل. ما هو السيناريو الذي سيلي”؟

الاكثرية النيابية، التي يتحكّم بها حزب الله، سترتّب أمورها سريعا، وستعيد انتخاب رئيس من قلب صفوفها، نسخة طبق الاصل عن عون من ناحية القماشة السياسية – الاستراتيجية، هذا ان لم تكن نسخة مطورّة اكثر عنه، لناحية ولائها التام والكامل لخط الممانعة في المنطقة عموما، ولمبادئ حزب الله ونظرته للبنان كساحة وصندوق في تصرف الجمهورية الاسلامية الايرانية في شكل خاص.

فهل سيساهم تطور كهذا في وضع لبنان على طريق الانقاذ المرجو؟ ام سيغرقه اكثر في حفرة ازماته السياسية والمالية ويفاقم عزلته الاقليمية والدولية؟

مفتاح الخروج من هذا المأزق عنوانه “انتخابات نيابية مبكرة” قادرة على اخراج قرار الحل والربط في الحياة السياسية كلّها من يد حزب الله. ووفق الاوساط، لهذا السبب يرفض الحزب وحلفاؤه بشدة اي طرح من هذا القبيل، خاصة وفق قانون الانتخابات الحالي. وما طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري تعديل القانون الحالي لحساب آخر يعطي الارجحية للفريق الشيعي وقاعدته الناخبة تمثيليا، الا لتأخير الاستحقاق من جهة، وضمان ان تأتي نتائجه لمصلحة الثنائي الشيعي وحلفائه، من جهة ثانية، بما يتيح له ابقاء اللعبة السياسية – وبابُها في لبنان هو البرلمان – تحت سيطرته. ووفق الاوساط، اذا لم يتأكد حزب الله وحلفاؤه ان الانتخابات النيابية ستسمح له بإيصال رئيس جمهورية يناسبه الى قصر بعبدا، فإنه لن يتردد في العمل على ارجائها، وسيضغط لتمديد ولاية المجلس الحالي الى أجل غير مسمّى! وتذهب ابعد لتقول ان الحزب – في حال رأى ان الرئيس عون (وفريقه السياسي)، بات مزعجا له (اذا طوّر مثلا انتقاداته لطهران ومواقفها كما فعل عون ردا على كلام قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني)، فهو لن يتردد في رفع الغطاء عنه، والانتقال الى خطة استبداله برئيس جمهورية جديد، “أخفّ وجعة رأس له”!

نعم، تتابع الاوساط، الحزب لن يتخلّى ابدا عن موقعه الريادي – القيادي كمتحكّم بمفاصل الحياة السياسية اللبنانية كلّها، من الرئاسة الاولى الى الثانية مرورا بالثالثة حيث له الكلمة الفصل في تكليف رؤساء واستبعاد آخرين، ولن يتنازل بسهولة او مجانا عن هذه المكتسبات كلّها… من هنا، لا بد من تضافر جهود قوى المعارضة السياسية والمدنية والشعبية بدعم دولي – اممي، للدفع نحو انتخابات نيابية مبكرة سريعة، والا لا أمل بوقف درب الجلجلة ولا بإنزال لبنان عن الصليب، في المدى المنظور، تختم الاوساط.