IMLebanon

السيادة اللبنانية… حبر على صفحات الدستور؟!

“إذا كان لبنان قويا واذا كان احد يسأل عنه ويشعر ان له وجود على الخارطة فبسبب هذه المقاومة وهذه الصواريخ… ” قالها أمين عام حزب الله حسن نصرالله في ذكرى مقتل قاسم سليماني وكاد الكلام أن يعبر على رغم اختراقه جدار مفهوم السيادة كما ورد في نصوص القانون الدستوري والدولي.

على نفس الموجة التي تنتهك كرامة اللبنانيين وتطيح بمئوية وطن، جاء كلام كل من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني وقائد القوات الجوية علي حاجي حيث اعتبرا أن غزة ولبنان هما الخط الأمامي للمواجهة في وجه الاحتلال الإسرائيلي.

الرد الرسمي جاء عبر تغريدة لرئيس الجمهورية عبر حسابه على تويتر: “لا شريك للبنانيين في حفظ استقلال وطنهم وسيادته على حدوده وأرضه وحرية قراره”. فكان الرد على التغريدة بالمباشر من خلال رفع صور سليماني على طريق المطار ومناطق لبنانية أخرى وإزاحة الستارة عن نصب له في منطقة الغبيري.

فهل تحولت سيادة لبنان إلى مجرد حبر على صفحات الدستور ومسودة في كتب القانون الدولي؟ “السيادة إما أن تكون أو لا تكون. والدولة ذات السيادة تقوم على أربع صفات مسماة ملكية هي: احتكار القوة المنظمة أي جيش واحد لا جيشان، احتكار العلاقات الديبلوماسية، فرض جباية الضرائب وإدارة السياسات العامة”. هكذا يفنّد عضو المجلس الدستوري سابقا البروفسور أنطوان مسرة مفهوم السيادة وعليه يجزم أن لا دولة في لبنان اليوم  مذكّراً بما ورد في كتابات عن الحدود والسيادة حيث جاء إسم لبنان من ضمن 3 دول أطلق عليها إسم “دول من ورق” وهي سوريا والصومال و…لبنان.

وفي تفسير لمفهوم السيادة يقول مسرة:” الدولة التي تتمتع بالسيادة لا تكون تابعة في قرار السلم والحرب إلا لسلطتها. ويرد استمرار حلقة انتهاكات السيادة إلى موقع لبنان في جوار إقليمي عدائي أو غير ديمقراطي مما يجعله ساحة تتمخض فيها كل الحروب. نسأل: “متى تقفل بوابة هذه الساحة ولا يعود لبنان رصيفا للمحتلين؟ ويجيب: “من خلال تفعيل وتنظيم ثورة 17 تشرين الأول 2019 واستعادة مقابض مواصفات الدولة الحقيقية. فالسيادة لا تقبل بالتسويات ولا المساومة على الطريقة اللبنانية “معليش، مشيّا…” إما سيادة أو لا سيادة. ويختم ردا على كلام نصرالله الذي اعتبر فيه انه لولا المقاومة لما كان لبنان ولا سواه من الدول: “المقاومة خارج مفهوم الدولة ليست مقاومة، إنما مدخل إلى الإرهاب. والمقاومة الحقيقية هي مقاومة وطنية يشارك فيها الجميع من خلال الجيش وليس مقاومة عن حزب أو طائفة ولا يحاول أحد المزايدة علينا في مفهوم المقاومة الوطنية التي دفعنا ثمنها شهداء ومعوقين”.

بالمباشر رد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على كلام نصرالله “لا نريد منك أن تحافظ على لبنان ولا أن تحمي حقوقه. جلّ ما نريده منك هو عدم التعدّي على لبنان واللبنانيين”.

فمن يحمي سيادة لبنان ؟ ” قبل السؤال عن حامي السيادة فلنفتش عمن أوصلنا إلى هذا الواقع ومن اتخذ القرار لتحويل لبنان الى وطن تنتهك سيادته” . كلام للنائب السابق صلاح حنين جاء في سياق السؤال عن موقف الدولة ومؤسساتها من كلام نصرالله وأضاف: في دولة لا تملك قرار الحرب والسلم ولا يُحترم فيها الدستور وتنتهك مؤسساتها لا مجال للسؤال عن انتهاك السيادة.انا لم أنتظر موقفا من أي مسؤول في الدولة لأن من يفترض أن يصدر عنهم موقف هم الذين اتخذوا القرار في إيصال لبنان إلى شاطئ اللا سيادة. السيادة لا تتحقق بالكلام والمواقف إنما بالأفعال. ويختم حنين:” عندما كان حزب الله يقول بأن سلاحه موجه نحو العدو الإسرائيلي ولن يديره إلى الداخل كنت أجيب أنه عندما صادر الحزب قرار الدولة والشعب فهذا يعني أن سلاحه موجه مباشرة نحو الداخل. وهذا الكلام قلته في العام 2000 ولا أزال عند موقفي”.