IMLebanon

دياب وبكركي: لغز القطيعة المستمرة

بعد أسبوعين على الاحتفال بعيد الميلاد، وفي ظل المواقف العالية السقف التي يدأب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على إطلاقها منذ شهور، قرر رئيس الجمهورية ميشال عون زيارة الصرح البطريركي في بكركي، وإن كانت المحاولة الهادفة إلى جمعه بالرئيس المكلف سعد الحريري قد أجهضت في المهد. لكن هذا لا ينفي أن مجرد حصول الاجتماع يعد نقطة تسجل لمصلحة عون، في توقيت سياسي حساس. وهذه ليست حال رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب.

وفي السياق، نبهت مصادر سياسية عبر “المركزية” إلى أن الموضوعية تقتضي الاعتراف لعون بأنه بادر، شكليا على الأقل، إلى محاولة ردم الهوة السحيقة مع بكركي. في المقابل، غاب دياب تماما عن المشهد منذ استقالته إثر انفجار 4 آب، حتى أنه لم يبادر إلى تهنئة المرجعيات الدينية المسيحية بالأعياد.

وتلفت المصادر في السياق إلى أن بين سطور هذا التصرف من جانب دياب بعض القنص السياسي في اتجاه الراعي، مع العلم أنه دعم الحكومة المستقيلة في كثير من المواقف، على رغم الفورة الشعبية ضد السلطة بشكل عام، وهو ما من شأنه أن يولد انطباعا سيئا في الصفوف الشعبية المسيحية، أمر لا يحتاج إليه دياب في الوضع الحرج الذي تبدو فيه حكومته. وتنبه المصادر آسفة إلى أن هذا الوضع مرشح للبقاء على ما هو عليه لأسابيع، إن لم يكن لشهور، في ظل الجمود في عملية التشكيل.

وتستنكر المصادر إحجام الرؤساء جميعا، ما خلا رئيس الجمهورية بعد لقاء الأمس، عن إيفاد ممثلين عنهم لتأدية الواجب الاجتماعي تجاه الصرح البطريركي. في المقابل، تضيف المصادر: “يبدو مستغربا ألا ينكسر صمت هؤلاء إلا لرفع السقوف السياسية والمتاريس الكلامية في وجه الخصوم، ، حيث أنهم لا يفتحون منابرهم للكلام إلا في الأوقات المخصصة لانتقاد الخصوم، ولرفع الصوت الطائفي”. وتختم المصادر داعية من غابوا عن بكركي في فترة الأعياد، إلى محاولة تصحيح المسار قبل فوات الاوان، في الشكل على الأقل.