IMLebanon

نصر الله يهدّد الإعلام… ويروّج لـ”القرض الحسن”!

أشار الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله إلى أن “الأمور معقّدة حكوميًا ولذلك يحصل التراشق بالاتهامات، وقيل إن المعّطل الحقيقي هو “حزب الله” ولكن ذلك غير صحيح لأننا نريد حكومة بالأمس قبل اليوم”، مشددًا على أن “اتهامنا بتعطيل التشكيل حتى رحيل دونالد ترامب لا أساس ولا معنى له”.

وأضاف نصرالله، في كلمة تناولت الأوضاع الداخلية: “لا مفاوضات أميركية – إيرانية على أي من ملفات المنطقة ومن ينتظرها ينتظر شيئًا بلا أفق، وإذا كان هناك من ينتظر إدارة جو بايدن فالحكومة ستطول وهذا الأمر خطأ”.

ودعا إلى “تجاوز الاعتبارات الخارجية والتركيز على الداخل”، مؤكدًا أنه “لا يجوز تحميل المسؤولية لطرف واحد لأن هناك مخاوف، والمطلوب محاولة القيام بأمر ما للاستفادة من الوقت”.

وفي قضية انفجار مرفأ بيروت، رأى نصرالله أن “القضية يجب أن تبقى قضية وطنية ولا يجوز تحويلها إلى قضية مناطقية أو طائفية أو سياسية”، وقال: “نحن في “حزب الله” سنتابع قضية المرفأ تحقيقًا وقضائيًا حتى النهاية وأنا أتعهّد أمام اللبنانيين بأننا مصرّون على أن يصل هذا الملف إلى نهايته العادلة والصادقة في أقرب وقت ممكن”.

واعتبر أن “ملف انفجار المرفأ استُخدم منذ اللحظة الأولى ضد “حزب الله” من خلال الحديث عن الصواريخ والذخائر وجرى استغلال الموضوع لتحميلنا والرئيس عون المسؤولية”، مشيرًا إلى أن “هناك فريقًا مسيحيًا يحاول استهداف “التيار الوطني الحر” من باب حليفه، ولسنا في وارد إهمال هذا الملف ويجب محاسبة المسؤولين”.

وتساءل: “تحقيق الجيش اللبناني وكذلك القوى الأمنية انتهى وأُعطي نسخة منه إلى المحقق العدلي، ألا يحق للّبنانيين الاطلاع على هذا التحقيق؟”، مطالبًا قيادتي الجيش اللبناني والأمن الداخلي بـ”كشف نتيجة التحقيق عن انفجار المرفأ للشعب اللبناني”.

وشدد على أنه “يحق لأهالي الشهداء والجرحى معرفة كيف استشهد وجرح أولادهم والحقيقة كاملة إن كانت بتدبير معين أو نتيجة إهمال”، مؤكدًا “وجوب أن يعرف الشعب اللبناني كيف وصلت مواد نترات الأمونيوم إلى لبنان من دون معرفة الأساطيل البحرية الأميركية واليونيفيل”.

ولفت إلى أن “المحقق العدلي يتجه في تحقيقه إلى تحميل المسؤوليات الإدارية من دون توضيح حقيقة موضوع انفجار المرفأ”، متوجهًا إليه بالقول: “لا يجوز أن يتم التحقيق في ملف المرفأ على مبدأ “ستة وستة مكرر”، وعليك أن تطلع اللبنانيين على ما جرى في انفجار المرفأ، والمطلوب تصحيح مسار التحقيق العدلي”.

وردًا على ما أثير عن ضبط شحنة مخدرات بقيمة مليار دولار تعود إلى النظام السوري و”حزب الله” في إيطاليا، أكد نصرالله أنه “لا يوجد مصدر رسمي إيطالي اتهم “حزب الله” فيما يتعلّق بشحنة الكبتاغون”، مشيرًا إلى أن “قضية المخدرات محرّمة ونحن في “حزب الله” نقوم بمحاسبة أي فرد من أفراد الحزب في حال تبين أنه يتعامل بأي شكل من الأشكال حيث يتم فصله”.

واتهم نصرالله المؤسسات الإعلامية التي تناقلت الخبر بأنها تسيء إلى “حزب الله”، مهددًا إياها بالقول: “موضوع الإعلام لا بد من معالجته وإذا كان المطلوب أن تتم معالجته من قبل الناس بتظاهرة واعتصام فمن الممكن أن يأتي يوم للمعالجة”.

وتعليقًا على الجدل حول جمعية “القرض الحسن”، قال نصرالله: “أموال القرض الحسن هي من مساهمات الناس وفي العام 1987 حصلت المؤسسة على رخصة قانونية”، لافتًا إلى أن “عمل القرض الحسن اجتماعي وإنساني وأخلاقي وشريف ومأجور ومن أشرف العبادات”.

وأضاف: “التجربة أثبتت الأمان في مؤسسة القرض الحسن حتى في حرب تموز لم يخسر أحد أمواله وفي السنوات الأخيرة بدأت أرقام المساهمات والقروض تكبر من قبل الأفراد والجهات وذلك بسبب الثقة المتزايدة”.

وأشار إلى أن “إجمالي عدد المستفيدين من القرض الحسن منذ التأسيس إلى اليوم مليون و800 ألف مستفيد ومجموع المساهمات والقروض أكثر من 3 مليار دولار”، لافتًا إلى أن “مؤسسة القرض الحسن لا تموّل “حزب الله” لأنها لا تملك أموالًا خاصة ولا تقوم بأعمال تجارية”.

وتابع: “مؤسسة القرض الحسن ليست مصرفًا فهي لا تدفع فائدة ولا تأخذ فائدة وليس لديها ربح لتدفع ضرائب، وهدفها خدمة الناس ومن يريد أن يكمل فليكمل ومن يخاف فلينسحب”، مؤكدًا أن “مؤسسة القرض الحسن قوية ومتينة ولن تنهار “وبلطوا البحر””.

وبشأن الارتفاع المقلق في أرقام فيروس “كورونا” في لبنان، قال نصرالله: “موضوع “كورونا” خاضع لجدل كبير بين الموضوع الاقتصادي والموضوع الصحي والمأزق كبير في كل دول العالم”.

وأكد أن “على الناس ألّا يتوقّعوا من الدولة أكثر مما تقوم به”، مشددًا على أن “المسؤولية الكبيرة تقع على الناس الذين عليهم الالتزام بالضوابط”.

وفي موضوع مكافحة الفساد، لفت نصرالله إلى “أننا نؤيد التحقيق من خلال القضاء في كل مؤسسات الدولة ونؤيد التحقيق الجنائي، المشكلة تكمن في التسييس والاستنسابية والانتقائية في فتح الملفات”، مشددًا على أن “في معركة الفساد ينبغي ألّا نيأس ويجب أن نكمل لنعمل بإنتاجية أفضل”.

وفي الشأن الأميركي، اعتبر نصرالله أن “ما حصل في الكونغرس هو نفسه ما تحاول الولايات المتحدة أن تقوم به في دول العالم وما تقوم به في لبنان منذ عام ونصف العام، وقد جاء دونالد ترامب ليطبّقه على النظام الأميركي”، مشددًا على أن “ما حصل في أميركا أمر كبير جدًا وتداعياته كبيرة ولا يمكن تسخيف هذا الحدث الذي يجب دراسته والتوقف عنده والتعمّق به لأنه يبيّن الحقائق في أميركا”.

وأضاف: “ما شهده الأميركيون في ليلة واحدة قليل مما فعله ترامب من جرائم على مدى 4 سنوات في سوريا والعراق واليمن وجريمة اغتيال القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، ويظهر زيف الديمقراطية الأميركية وخطورة أن يصل شخص مثل ترامب إلى الرئاسة الأميركية”.

وتابع: “الله حمى العالم على مدى 4 سنوات لأن الزر النووي في يد شخص متكبر ومتعجرف ومجنون مثل ترامب”.