IMLebanon

Game Over (بقلم رولا حداد)

لعل القاسم المشترك الأبرز بين كلام الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله وكلام رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، هو القرار المشترك بمواجهة ما يعتبرونه حصاراً دولياً على لبنان، ولو كلّفت هذه المواجهة القضاء على لبنان واللبنانيين ودولتهم واقتصادهم وأوضاعهم المالية والاجتماعية والصحية ولقمة عيشهم!

بات واضحاً بالنسبة إلى اللبنانيين أن اللعبة انتهت. Game Over. باتوا أمام حائط مسدود بالكامل. أصبح من سابع المستحيلات في ظل المعادلات القائمة تشكيل حكومة جديدة، لا بل إن مسألة تشكيل الحكومة الجديدة ليست من ضمن أولويات “حزب الله” كما يتّضح من ترتيب الملف الحكومي في أولويات إطلالات نصرالله بحيث تحتل المرتبة الأخيرة أو ما قبل الأخيرة.

وإذا كان مفهوماً ألا يكون السيد نصرالله مهتماً بتشكيل الحكومة على اعتبار أن الأولوية بالنسبة إليه تحصين الوضع الإيراني ومدّ إيران بكل الأوراق السياسية والأمنية الممكنة في الإقليم عشية انطلاق مفاوضات ينتظرها الجميع، ولو تأخرت، بين طهران والإدارة الجديدة في واشنطن، فما ليس مفهوماً هو الالتصاق العوني الكامل بالحزب في حين أن جمهور “التيار” ومناصريه يدفعون وسيدفعون الأثمان الباهظة لانهيار لبنان.

بالنسبة إلى السيد نصرالله فهو يعتبر أن انتصار إيران هو انتصاره شخصياً لأنه يمثّل إيران في لبنان والمنطقة، وباعترافه هو فإن كل تمويله وسلاحه وتدريبه وكل ما يملك هو من الجمهورية الإسلامية في إيران، وبالتالي انهيار لبنان مالياً واقتصادياً وانهيار الدولة فيه لا يعني نصرالله لا من قريب ولا من بعيد، في حين أن الانهيار اللبناني يصيب العهد العوني مقتلاً لا خروج منه، كما يصيب جمهور “التيار” بشكل مباشر وموجع، فلماذا قرّر باسيل الالتصاق مع الحزب في خوض المعركة ضد المجتمعين العربي والدولي سواء دفاعاً عن القضية الفلسطينية أو عن النظام السوري في الظاهر وسواء في العمق دفاعاً عن المشروع الإيراني في المنطقة؟

إلى متى القبول باستعمال لبنان واللبنانيين بمثابة دروع بشرية، ساعة في موضوع الصواريخ وساعة في الاقتصاد والمال، في المواجهات المفتوحة التي تخوضها إيران في المنطقة؟ ومن قال إن اللبنانيين يريدون خوض مثل هذه الحروب تحت شعارات المواجهة ورفض الاستسلام وغيرها من الشعارات التي يئس منها اللبنانيون منذ أيام تحويل الجنوب إلى “فتح لاند” وصولاً إلى جعل لبنان بالكامل اليوم “إيران لاند”؟!

إن أساس الحل لا يمكن أن يبدأ قبل حلّ أزمة السلاح التي ترهن لبنان للمصالح الإيرانية، ولأن أي بحث في النظام اللبناني في ظل استقواء فريق بسلاحه سيعني حتماً الذهاب في اتجاه مزيد من السيطرة المذهبية بغلاف دستوري جديد. وفي كل الأحوال لا يتحمل اللبنانيون المزيد من الانتظار في المرحلة الإقليمية الحرجة لأن دولتهم واقتصادهم ومستقبلهم دخل مرحلة الكوما ومن دون طبيب مشرف حتى!