IMLebanon

طرح باسيل إعادة النظر بالنظام… مغامرة غير محسوبة النتائج

في موقف من شأنه إفهام الجميع في الداخل، وعلى رأسهم الرئيس المكلّف سعد الحريري، أن عملية التأليف لن تنتهي في المدى المنظور، وأن الأزمة السياسية اليوم ليست حكومية بل أكبر وأعمق، طرح رئيس تكتل “لبنان القوي” النائب جبران باسيل، في مؤتمره الصحافي امس، عقدَ حوار وطني ينتج عنه تصوّر لبناني مشترك لنظام سياسي جديد يضمن استقرار البلد، رافضاً اتهام “حزب الله” بأنه السبب الوحيد لسقوط الدولة. وقال باسيل إنّ “نظامنا السياسي ليس مقدّساً ونستطيع ان نطوّره”، لافتا الى ان “نظامنا فشل ويحتاج الاصلاح، يجب ان تكون لدينا الجرأة لمقاربة هذا الموضوع على البارد، ولا ننتظر لتحمى الأمور وتقع المشاكل ويقع الحل على السخن”. وأردف “نحن من جهتنا لدينا تصوّرنا ومشروعنا وطرحناه بخطوطه العريضة ومحاوره السبعة ويُختصر بالدولة المدنية المتلازمة مع اللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة، تطبيقاً للطائف”. ولفت باسيل إلى أننا “بحاجة لعقد جديد بين اللبنانيين، نقوم به بخيارنا الحرّ وبتوقيتنا، بدل ان تفرضه علينا التطوّرات ويجبرنا الخارج على تسويات عرجاء سبق واختبرناها وأوصلتنا الى حيث نحن”.

الكلام الذي قاله رئيس التيار الوطني الحر كبير، وفق ما تصفه مصادر سياسية مطلعة عبر “المركزية”، اذ من شأنه نقل الواقع اللبناني وتوازناته من موقع الى آخر مختلف تماما. زعيم البرتقالي ربما يظن ان حوارا من هذا القبيل هو المفتاح نحو تقويض صلاحيات رئاسة مجلس الوزراء لناحية التكليف والتأليف ومدّته (…)، وإعادة تعزيز صلاحيات الرئاسة الاولى التي تقلّصت في الطائف. على اي حال، سأل باسيل امس “هل الدستور جعل من رئيس الجمهورية “باش كاتب” فقط ليصدر المرسوم وليس ليوافق عليه”؟ مشيرا الى “أن رئيس الجمهورية بالنص بحسب اتفاق الطائف “هو يصدر مرسوم الحكومة بالاتفاق مع رئيس الحكومة”.

غير ان في اعادة النظر في النظام اللبناني، مغامرة غير محسوبة النتائج، تتابع المصادر. فمَن يعتقد انها ستعوّم المسيحيين وحصّتهم ودورهم في اللعبة السياسية مخطئ، ذلك ان الاقوى اليوم على الساحة المحلية هو الفريق الشيعي، ليس عدديا وديموغرافيا فقط، بل عسكريا ايضا، وهذا يعني ان فائض القوة هذا سيتم استثماره من قبل حزب الله وحركة امل، في النظام الجديد وتوازناته. ولهذا السبب بالذات، تضيف المصادر، يعرف القاصي والداني ان أوّل الدافعين نحو اعادة النظر في الصيغة اللبنانية وفي اتفاق الطائف هو حزب الله.

فهل بتنا نقف اليوم على اعتاب مرحلة جديدة سيكون عنوانها ضغط منسّق بين بعبدا وميرنا الشالوحي والضاحية الجنوبية للتخلّص من الطائف، والذهاب نحو نظام جديد يطوّق الرئاسة الثالثة ودورها في اللعبة السياسية؟ الخشية كبيرة من ان يكون الجواب ايجابيا، ذلك ان وضع النظام تحت المجهر في ظل وجود سلاح حزب الله سيعني تلقائيا انه سيفرض شروطه على الجميع، متجاوزا في هذه العملية المصيرية بالنسبة اليه الحلفاءَ قبل الخصوم.. فهل يدرك هؤلاء خطورة ما يطرحون؟