IMLebanon

3 مشروبات تُفاقم الالتهاب

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:

يمكن أن يكون الالتهاب مُفيداً وضارّاً. فمن ناحية، إنها طريقة الجسم في مكافحة العدوى وشفاء نفسه. ولكن عندما يبلغ مستويات عالية جداً، يمكن أن يصبح خطراً على الصحّة، ما يؤدي إلى حالات جدّية مثل أمراض القلب، والسكتة الدماغية، والسكّري.

إستناداً إلى خبراء موقع «Livestrong»، يُعتبر الالتهاب المُزمن فائق الخطورة لأنه يعطّل الخلايا ويؤدي إلى تدهورها، ما يتسبّب في تلف الأنسجة، وفي النهاية انهيار الأعضاء.

وفي حين أنّ بعض تدهور الخلايا مرتبط بالشيخوخة، فإنّ النظام الغذائي اليومي يمكن أن يزيد الالتهاب، علماً أنّ الأنماط الغذائية المُسبِّبة للالتهاب، مثل الإفراط في الدهون المشبّعة والسكّر المُضاف والصوديوم، تعزّز الالتهاب المُزمن من خلال سلسلة من التفاعلات الكيماوية التي تدفع الجسم إلى العمل لوقت إضافي لإتمام وظائفه المعتادة، الأمر الذي يمكن أن يسبّب تلف الخلايا مع مرور الوقت.

هذا ينطبق أيضاً على ما يتمّ شربه، بحيث أنّ السائل الموجود في الكوب يمكن أن يُفاقم الالتهاب. ولتفادي حدوث ذلك، لا بد من محاولة الحَدّ قدر المستطاع من المشروبات التالية المُسبّبة للالتهاب:

المشروبات مع السكّر المُضاف

تساهم المشروبات السكّرية في تحفيز الالتهاب، ويرجع السبب إلى أنه كلما ارتفع استهلاك السكّريات البسيطة، كلما زادت نسبة المنتجات الثانوية التي يصدرها الجسم نتيجة الاستجابات الأيضية المتعددة. ويؤدي هذا الأمر إلى تَفاعل مُتسلسِل يمكن أن يرفع الجذور الحرّة التي قد تُلحق الضرر بالأنسجة السليمة، والسيتوكينات المعزّزة للالتهاب التي هي عبارة عن بروتينات ينتجها الجهاز المناعي، وقد تؤدي إلى تفاقم عملية تلف الخلايا.

ولسوء الحظّ، فإنّ السكّر المُضاف متوافر في غالبية المشروبات، بما فيها الصودا العادية، والعصائر المصنوعة من الفاكهة المركّزة، ومشروبات الطاقة وتلك الرياضية، ومشروبات القهوة والشاي المُحلّاة.

ومع ذلك، فإنّ الالتهاب المُزمن هو عملية تحدث مع مرور الوقت نتيجة تناول السكّر المُضاف بجرعة عالية وبشكلٍ منتظم. لذا، فإنّ احتساء الفانيلا لاتيه أو المارغريتا من حين إلى آخر، وضمن خطّة أكل صحّية، لن يكون مضرّاً.

السوائل مع المُحلّيات الصناعية

عند حذف السكّر من المشروبات، يميل الشخص إلى السوائل التي تتضمّن مُحلّيات صناعية غير مغذّية، مثل الصودا دايت أو بعض المنتجات المُدوّن على أغلفتها «خالية من السكّر». وفي حين أنّ بعض المُحلّيات الصناعية، كالأسبرتام، قد نال موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، فإنّ بعض الأشخاص قد يعانون حساسية تجاه هذه المكوّنات التي يمكن أن تحفّز جهاز المناعة وتُحدث استجابة التهابية، وفق «Arthritis Foundation». وعلى المدى الطويل يمكن أن يؤدي هذا التأثير الالتهابي إلى أمراض مُزمنة أكثر جدّية. وبالفعل، فقد توصّلت دراسة صدرت عام 2013 في «Trends in Endocrinology and Metabolism» إلى أنّ الأشخاص الذين يشربون بانتظام سوائل مُحلّاة صناعيّاً يرتفع لديهم خطر زيادة الوزن، ومتلازمة الأيض، والسكّري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

الكحول

صحيح أنّ شرب الكوكتيل من حين إلى آخر يساعد على الاسترخاء والتحرّر من التوتر، إلّا أنّ المبالغة في ذلك يومياً قد ترفع حالة الالتهاب في الجسم. وجدت دراسة نُشرت عام 2017 في «Alcohol Research: Current Reviews» أنّ كثرة الكحول تسبّب التهاب الأمعاء عن طريق تغيير تركيبة ميكروبيوم الأمعاء ووظيفتها، وإضعاف بطانة الأمعاء، وتقويض مناعة الغشاء المخاطي للأمعاء.

واستناداً إلى «National Institutes of Health»، فإنّ هذا الأمر يمثّل مشكلة لأنّ بكتيريا الأمعاء تؤثر في طريقة عمل الجهاز المناعي وتتدخل في خطر الإصابة بالسكّري من النوع الثاني، والبدانة، وسرطان القولون.

ولجَعل الأمر أسوأ، فإنّ عدة أنواع من المشروبات المختلطة تحتوي أيضاً على وَفرةٍ من السكّريات المُضافة، كالصودا والعصائر، والتي ثبُت أنها تحفّز الالتهابات.