IMLebanon

هل من مبادرة روسية لتخفيف التوتر بين الخليج وإيران؟

اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقائه نظيره الاماراتي عبدالله بن زايد في موسكو، في 14 كانون الاول الماضي، “ان الاقتراح الروسي بشأن الأمن الجماعي في منطقة الخليج أصبح أكثر ضرورة وسط الأزمة المتعلقة بخطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، مؤكدا أن موسكو مستعدة للمساعدة في تهيئة الظروف للحوار في المنطقة”. من جهته، رحّب وزير خارجية الإمارات بالمبادرة الروسية للتهدئة في منطقة الخليج، مشيرا إلى سعي الإمارات وروسيا لجعل المنطقة آمنة ومزدهرة. ودعا وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني من موسكو في 23 كانون الأول الماضي خلال لقاء مع لافروف إلى “الحوار بين الدول الخليجية وإيران”.

ومثّلت المصالحة الخليجيّة في قمة العلا، التي عقدت في 5 كانون الثاني الماضي، تطوراً استراتيجياً كبيراً وذا أبعاد مهمة في ما يتعلق بالصراع العربي – الإيراني المحتدم، حيث أكدت الوقوف صفاً واحداً لمواجهة النفوذ الايراني. تلتها تصريحات، أعربت فيها السلطات الإيرانية عن استعدادها لتطوير العلاقات مع المملكة العربية السعودية والإمارات معتبرة ان “أحضاننا ستكون مفتوحة لهما” شرط “ان تصحح هذه الدول مسارها الخاطئ وتنتبه إلى حقائق المنطقة”.

لافروف اعرب ، خلال لقائه نظيره السعودي فيصل بن فرحان في موسكو في 14 كانون الثاني الماضي، عن اهتمام روسيا بإطلاق حوار طبيعي بين إيران ودول الخليج العربية والتوصل إلى إجراءات بناء ثقة بين الطرفين، مشيرا إلى أن ذلك بين أهداف المفهوم الروسي للأمن الجماعي في الخليج.

وتوازياً، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عن زيارة سيقوم بها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى موسكو في 26 كانون الثاني، حيث سيجري محادثات مع لافروف، حول الوضع في إقليم ناغورنو كاراباخ، وخطة العمل المشتركة الشاملة، والوضع في سوريا وأفغانستان ومنطقة الخليج. فهل من مبادرة روسية لتخفيف التوتر في المنطقة بين الخليج وايران؟

سفير لبنان في روسيا شوقي بو نصار قال لـ”المركزية”: “دور روسيا يتعاظم بشكل دائم في الشرق الاوسط عموماً وسوريا خصوصاً، ولا شك ان روسيا تحاول ان تملأ الفراغ حيث كان الاميركيون يتراجعون بشأنه او بسياساتهم المنحازة كلياً او بابتعادهم عن التدخلات في تفاصيل بعض الازمات في المنطقة والتي تحاول روسيا ان تدخل فيها”.

ولفت الى “ان المسؤولين الروس وعلى رأسهم لافروف عبّروا اكثر من مرة عن رغبتهم في لعب دور الوسيط، لكن الامور ما زالت في إطار العموميات”، مؤكداً أن ليس  من مبادرة روسية حتى الساعة. ومن خلال تواصلي مع السفير السعودي في موسكو، فهمت ان الخلافات ما زالت عميقة بين دول الخليج وايران، وليس هناك اي مبادرة او مؤشر على انفراج الامور حتى يسمح لروسيا او لغيرها بمبادرة جدية. لكن هذا لا يعني أن روسيا لا تحاول، بل بالعكس فهي تعمل على تقريب وجهات النظر، لكن الامور بحاجة الى بعض الوقت”.

ورأى “ان الامور تحتاج الى اكثر من خطوة. وبحسب متابعتنا هنا مع السفراء الاجانب، خاصة الاميركي والفرنسي، نستشف ان كل الامور معلقة راهناً بانتظار توجهات إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن العامة في العالم عموماً والمنطقة خصوصاً. وكما هو معروف فإن اي تسوية أكان في الخليج او سوريا او اي مكان، تحتاج الى توافق وتفاهم على الاقل اميركي -روسي، وهذه من الامور البديهية، لأن ايا من الفريقين لا يستطيع فرض حلول اطلاقا. لهذا، فإن الحديث عن مبادرات سواء بين الخليج وايران او في سوريا او اليمن او العراق غير مطروح حالياً. للاسف علينا ان ننتظر بعض الاشهر كي تتوضح السياسة الاميركية والخطوط العريضة لبايدن”.