IMLebanon

بايدن يعارض أي حل على حساب لبنان

في أول اتصال هاتفي بينهما منذ تولي الرئيس الأميركي جو بايدن منصبه، اكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بحسب ما اعلن قصر الاليزيه وجود تقارب كبير في وجهات النظر بينهما بشأن القضايا الدولية الرئيسة، وأعربا عن “رغبتهما في العمل معاً من أجل السلام في الشرقين الأدنى والأوسط، ولاسيما في الملف النووي الإيراني والوضع في لبنان”.

بدا جليا من بيان القصر الرئاسي الفرنسي، ان ماكرون حرص على ذكر لبنان من بين الملفات الكثيرة الدسمة التي اثارها مع نظيره، على رغم كونه تفصيلا مقارنة معها. في الحرص اشارة واضحة الى استمرار الاهتمام الفرنسي بلبنان وازمته واصرار على استكمال المبادرة التي اطلقها عقب انفجار المرفأ المشؤوم من خلال اثارتها مع رئيس دولة عظمى عُلقت استحقاقات كثيرة في العالم عموما ولبنان خصوصا على لحظة اعلان فوزه ثم تسلمه منصبه وفي مقدمها الحكومة التي لم يُفرج عنها على رغم دخوله البيت الابيض.

هذا الدخول بحسب ما تقول اوساط سياسية قريبة من الضاحية لـ”المركزية” يخضع لصولات وجولات من البحث والتمحيص في دوائر القرار لدى الجمهورية الاسلامية وحزب الله الذي تكشف انه شكل فريقا لدراسة اداء قاطن البيت الجديد وتحليل مواقفه السياسية وهوية معاونيه خلال فترة الـ100 يوم ليبنيا في ضوئها على الشيء مقتضاه، ورسم الاستراتيجية الواجب اتباعها لمرحلة السنوات الاربع المقبلة.

وكما الحزب كذلك العهد وتياره البرتقالي، اذ تعرب اوساط دبلوماسية عن اعتقادها بأنهما يراهنان على الادارة الجديدة ونهجها السياسي والمسار الجديد في المنطقة بما سيطرأ عليه من تغييرات مرتقبة، بعدما ربطه حزب الله بالملف الاقليمي والمحور الايراني.

بيد ان الاوساط تستبعد ان يحرك بايدن وادارته ملف لبنان قبل الربيع المقبل، ولو ان الاشارة الفرنسية ضخت جرعة امل بامكان ان يحرز التنسيق الاميركي- الفرنسي في شأن لبنان نقلة ما على مستوى حل ازماته، مرجحة ان يرسل بايدن موفدا الى بيروت في وقت لاحق، اذا ما سمحت الظروف السياسية والصحية، خصوصا انه يعرف لبنان جيدا ويتمتع بشبكة علاقات واسعة ومتينة مع شخصيات سياسية لبنانية ويعرف خفايا شؤونه وتعقيدات الوضع بما يسهّل التعاطي مع ملفه، وهو الوحيد الذي زاره منذ عهد الرئيس باراك اوباما حينما كان نائبا له، في عهد الرئيس ميشال سليمان، الذي تنقل اوساطه ان بايدن قال له آنذاك انه مع لبنان ويحبه وسيعارض اي حل على حسابه ولن يتخلى عن دعمه ومساعدته ولن يسمح لايران او سواها بالسيطرة عليه. “اني اعدكم بالمحافظة على وطن الارز”، قال آنذاك  لسليمان الذي يؤكد انه  كان واضحا في حسم  موقفه من دعم لبنان. وهو ما انعكس في مضمون برقية التهنئة التي بعث بها سليمان الى بايدن.