كتب شادي عواد في “الجمهورية”:
أصبحت تقنية إلغاء الضجيج معياراً لجودة السمّاعة من رداءته، وتطوّرت هذه التقنية كثيراً خلال السنوات الأخيرة لتصبح أكثر دقّة وفعالية.
غيّرت تقنية إلغاء الضجيج المحيط المفهوم الذي نشأت عليه فكرة السماعات، وأصبحت مُتاحة على كلّ السماعات الحديثة من الفئة العليا. وعلى رغم أن هذه السماعات أغلى من حيث السعر، إلّا أنها لاقت استحساناً كبيراً عند المستخدمين، خصوصاً في ظروف مثل رحلات السفر، حيث تساعد المستخدم في الحصول على مزيد من الخصوصية والاسترخاء.
تعريفها وفوائدها
تساعد خاصية إلغاء الضوضاء أو ما يعرف بالـ”Noise Cancelling” في خفض مستوى تأثير الأجواء المحيطة بالشخص على تجربته عند الاستماع، وتعمل هذه التقنية من خلال ميكروفونات تستقبل الأصوات من محيط الشخص، ومن ثم تقوم بعَكسها، الأمر الذي يؤدي إلى إلغاء الضوضاء المحيطة. على سبيل المثال إذا التقطت هذه الميكروفونات صوتاً بقوة +1 ديسيبل، فإنها تقوم بإصدار صوت معاكس بقوة -1 ديسيبل، ما يؤدي إلى إخفاء هذا الصوت. وبذلك ستكون العوامل المشوّشة على تجربة الاستماع أقل، ما يجعلها أغنى وأوضح وأدق.
أبرز السلبيات
وعلى رغم فوائد هذه التقنية الكثيرة، إلا أنّ هنالك بعض السلبيات التي لا يمكن التغاضي عنها. وأبرزها أنه قد يكون استخدام هذه التقنية خطيراً في حال استخدامها أثناء السير في الشوارع لأنها تعزل أصوات إنذارات السيارات ومحركاتها، وتجعل مستخدمها منعزلاً عن العالم الخارجي.
تطور مستمر
وإلى جانب تطور الحساسات والميكروفونات، وتحويل السماعات إلى لاسلكية، إستمرت شركات الصوتيات في تطوير تقنيات العزل الصوتي هذه لتصبح أكثر ذكاء وفاعلية وأقل خطراً. وبذلك أصبحت السماعات تسمح بمرور بعض الأصوات في حالات معينة، كأصوات إنذار السيارات أثناء قطع الشارع، أو أصوات البشر عندما يتكلمون مع مرتديها. ولم تعد هذه التقنية مقتصرة على سماعات الرأس والأذن فحسب، بل تطورت لتشمل الهواتف المحمولة لتحسين جودة صوت المكالمات من خلال عزل أصوات الرياح والضجيج المحيط، ومقصورات السيارات التي استفادت أيضاً من هذه التقنية لتخفيف الضجيج في المقصورة أثناء حركة السيارة، وفي الميكروفونات التي حَسّنت جودة تسجيل الصوت المباشر من خلال التخلّص من صوت الهواء الخارجي أو الناتج عن الكلام.
وفي النهاية، لا بد من الإشارة إلى أنّ تقنية إلغاء الضوضاء تختلف عن تقنية العزل الصوتي “Sound isolation”، التي تقوم على مبدأ استغلال المواد التي يتم تصنيع السماعة منها من أجل منع دخول الأصوات المحيطة إلى الأذن عند ارتداء السماعة.