IMLebanon

لماذا يتم جمع المعلومات عنكم عبر الإنترنت؟

كتب شادي عواد في “الجمهورية”:

بات الإنترنت وسيلة أساسية للعمل والتواصل بالنسبة للكثيرين في العالم اليوم، لكن يتم استخدام هذه التقنية أحياناً لاستغلال بيانات ومعلومات المستخدم بُغية استهدافه بالاعلانات.

ليس بالأمر السهل مواجهة التهديدات الموجهة إلى الأفراد، ومن الصعب جداً معرفة من يبحث عنكم عبر الإنترنت، سواء باعتماد وسائل تقنية أو أساليب الهندسة الاجتماعية أو الاثنين معاً.

أبرز الأسباب

يمكن أن تكون المعلومات المجموعة عنكم أمراً مطلوباً لأغراض مختلفة. ومن أبرز الأطراف التي قد تهتم بهذه الأمور، الجهات المرتبطة بالإعلان والتسويق، وهذه الجهات تعمل على تكوين قاعدة بيانات شخصية للناس تتضمن جهات اتصالهم واهتماماتهم والنشاطات التي يقومون بها وعنوان سكنهم وحتى مكان عملهم. والهدف من كل ذلك هو استهدافهم بإعلانات تسويقية، بحسب تلك البيانات. وعلى رغم أنّ هذا الأمر ليس خطيراً ولا يهدد الأمن الرقمي، لكنه في كثير من الأحيان يشكل إزعاجاً لدى الكثيرين. والمشكلة الأكبر أنه لا يمكن حَجب تلك الإعلانات، لأنها تأتي كمقابلٍ لاستخدام تطبيقات مجانية، مثل برامج الدردشة ومنصات التواصل وغيرها. لكن أيضاً يمكن لجهات أخرى أن تستفيد من هذه البيانات والمعلومات، وتستخدمها لأغراض خبيثة.

سُبل الوقاية

إنّ أول ما يجب فعله لمنع جَمع المعلومات هو محاولة قدر المستطاع نشر أقل قدر من البيانات التي تتعلق بكم عبر الشبكة العنكبوتية بشكل عام. في السياق عينه، يجب على مستخدمي شبكات التواصل الإجتماعي أن يخلقوا نوعاً من التوازن أثناء استعمالهم الإنترنت، وألّا يحاولوا نشر كل بياناتهم الشخصية أو ما يتعلق بهم عبر تلك الشبكات، وأن يَسعوا الى عدم تمكين الشبكات من الوصول إلى ملفات الصور والفيديوهات الخاصة بهم والموجودة في الحواسب أو الأجهزة الشخصية. وهذا ما يقوم أغلب المستخدمين حول العالم بفِعله، فالصور منتشرة بالمليارات على هذه المنصات، ناهيك عن أنّ المستخدمين ينشرون صوراً يومية عن نشاطاتهم يمكن من خلالها معرفة كل شيء عنهم وعن أسرتهم وعملهم وحتى أكلهم بطريقة محدثة باستمرار. وكل هذه المعلومات يتم جمعها من دون علمهم من منصات التواصل نفسها أو من التطبيقات، وبيعها لطرف ثالث يستغلّها كما يشاء، إن كان لإرسال الإعلانات الموجهة أو لأغراض أخرى.

ومع أنّ عملية حذف البيانات الشخصية من شبكات التواصل الاجتماعي أو تطبيقات المراسلة أو الحسابات الإلكترونية لا تعني بالضرورة أنّ هذه البيانات قد تكون اختفت فعلياً، لأنه من الممكن أن تكون قد خزّنت في قواعد البيانات التحليلية التابعة لمشغّلي المنصات والتطبيقات، إلّا أنه من المهم عدم إعطائهم القدرة على زيادة هذه البيانات وتحديثها باستمرار. وهذا الأمر مرتبط مباشرة بالشخص وطريقة لستخدامه الإنترنت.