IMLebanon

كيف نجعل “يوتيوب” آمناً للأطفال؟

كتب شادي عواد في “الجمهورية”:

من الطبيعي أن يكون الإنترنت أهم ما يتمّ إستخدامه في فترة الإغلاق عند الكبار والصغار، وإن كانت طبيعة الإستخدام تختلف. فالكبار غالباً يستخدمونه للعمل عن بُعد ومطالعة الأخبار، بينما الأطفال للدراسة عن بُعد ومشاهدة الأفلام على “يوتيوب”.

يحب الأطفال مشاهدة مقاطع الفيديو على الإنترنت، ولا خطأ في ذلك. ففي النهاية، يحتوي «يوتيوب» على العديد من الأشياء المفيدة والمشوقة. ولكن بالإضافة إلى التعليم الترفيهي غير الضار، يوجد على منصة «يوتيوب» العديد من مقاطع الفيديو الأقل براءة في محتواها.

محتوى غير لائق

غالباً ما يشاهد الأطفال الفضوليون أي شيء يظهر أمامهم على الإنترنت، بدءًا من فيديوهات الموسيقى والأفلام الوثائقية، وحتى مغامرات المدونين المرئيين. وبالنظر إلى بطولات الأشخاص الآخرين، فالأدهى أنّهم قد يحاولون تقليدهم. وفي إستبيان خاص عن هذا الموضوع، تبين أنّ 14% من أولياء الأمور أشاروا إلى أنّ أطفالهم شاهدوا محتوى غير لائق عبر الإنترنت، مما شجعهم على القيام بتصرفات غير لائقة أيضاً.

محاولات “يوتيوب”

قامت «يوتيوب» بمحاولة لتجنيب الأطفال التعامل الخاطئ على منصتها، وأتاحت ما يُعرف بـ”YouTube Kids”، وهي عبارة عن منصّة مخصّصة للأطفال، تحميهم من أنواع معينة من مقاطع الفيديو، على الأقل جزئياً. على سبيل المثال، تهدف هذه المنصّة بشكل أساسي إلى عرض مقاطع صغيرة المحتوى ترضي إهتمامات ومتطلبات الأطفال. أما في الحالات التي يتعذر فيها إستخدام منصّة «YouTube Kids»، يمكنكم تصفية المحتوى في خدمة «يوتيوب» الرئيسية، باستخدام وضع تقييد المحتوى الذي يمكن الوصول إليه من إعدادات تطبيق «يوتيوب». لكن مع ذلك، تعترف «غوغل» أنّ إستخدام وضع التقييد لا يضمن غلق جميع مقاطع الفيديو غير المناسبة للأطفال. وفي حالات أخرى قد يقوم الأطفال بالكذب بشأن أعمارهم لإنشاء حسابهم الخاص إذا كان لديهم جهاز خاص، مما يعني وداعاً للبيئة الآمنة.

تطبيقات حماية

لإعطاء طفلك حرية الاستفادة القصوى من «يوتيوب»، يمكن الإعتماد بالإضافة إلى القيود التي ذكرناها سابقاً، على تطبيقات الطرف الثالث، المتوفرة في إصدارات مدفوعة ومجانية. وتتحكّم هذه التطبيقات أوتوماتيكياً في عمليات البحث التي يجريها الأطفال على «يوتيوب». وإذا وقع البحث ضمن الفئات الممنوعة مثل الكحول والتبغ والمخدرات والبذاءة والعنصرية ومحتوى للبالغين، فسيظهر بدلاً من الفيديو، غلاف مع رسالة تحذير بأنّ موضوع الفيديو غير آمن.

دور الأهل

يبقى دور الأهل هو الأهم لحماية الأطفال على الإنترنت بشكل عام وعلى «يوتيوب» بشكل خاص. وذلك يتمّ من خلال مراقبة ومعرفة ما يقوم به الأطفال، وعدم تركهم يواجهون المخاطر الإلكترونية لوحدهم. كذلك من المهم تحديد بعض الأوقات للجلوس مع الطفل أثناء إستخدامه للإنترنت والإطلاع على ما يشاهده، وبناء جسر من الثقة معه لتشجيعه على إخباركم في حالة حدوث أي شيء خاطئ معه على الشبكة.