IMLebanon

التخويف من عمليات إرهابية… أداة لتطويق تحرّك الشارع؟

فيما لم تهدأ حركة الاحتجاجات في طرابلس، منذ اسبوع، ولم توقفها التوترات الأمنية وعمليات التخريب المنظم التي شهدتها عاصمة الشمال منذ ايام، وإن تمكّنت من التخفيف من زخمها، تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية” ان السلطة تبدو عازمة على فعل كلّ ما يلزم من أجل إحباط التحركات المطلبية ومحاصرة رقعتها ومنعها من التمدد.

حتى الساعة، لم تبلّغ اي جهة رسمية الناس بمَن يقف خلف الفوضى التي عاشتها الفيحاء، ولم تُطلعهم على الاطراف التي قصدت الاندساس بين الجائعين والفقراء لتشويه تحرّكهم المطلبي. التوقيفات كثيرة وقد طالت العشرات، بحسب بيانات الجيش، منهم لبنانيون وبعضهم فلسطينيون وسوريون، لكن اهل المنظومة جميعهم، ومعهم المسؤولون الامنيون والعسكريون في البلاد، الذين تحدثوا بوضوح اثر الحوادث، عن جهات نظّمت الحرائق في المدينة والتي التهمت بلديتها والسراي والمحكمة الشرعية، لم يحددوا بعد، رغم هذه التوقيفات، مَن هي هذه الجهات، فيما الشارع لا يزال ينتظر الجواب.

في الاثناء، سُجّل امس موقف لافت للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم قال فيه في حديث لقناة الحرة: نتخذ الإجراءات الضرورية لمنع دخول داعش إلى لبنان لكن ما يحصل في طرابلس قد يكون باباً لدخول هذا التنظيم إلى الساحة اللبنانية. هذا الكلام، الذي تعتبره المصادر خطيرا، كونه صادرا عن رأس جهاز أمني من الافعل على الساحة المحلية ويملك معطيات لا تتوافر لغيره، ترى فيه في الوقت عينه نكبة للشعب المقهور الذي لم يبق له سوى الشارع ليعبّر عن وجعه. فاذا نزل الى الارض، قد تستفيد “داعش” من تحرّكه للتغلغل في صفوفه وتخريبه وتشويهه عبر أعمال أمنية وارهابية وشغب وفوضى.

المصادر تشير الى انه وإزاء هذه المعطيات، لا بد للسلطة وللاجهزة الامنية من مضاعفة الجهود لارضاء الناس من جهة، ومواجهة المخرّبين، من جهة ثانية. على اهل المنظومة ان يضطلعوا بمهامهم، فيقلعوا عن الخلافات الفئوية والشخصية الضيقة ويسهّلوا تأليف الحكومة وابصارها النور، كونها المدخل الرئيسي للمباشرة في عملية انقاذ لبنان واللبنانيين من الاوضاع المعيشية القاتلة التي يتخبّطون فيها، وقد بات معظمهم تحت خط الفقر. اما الاجهزة، التي لا غبار على ادائها، فمطلوب منها ايضا حضور اقوى وأفعل على الارض لحماية التحركات المطلبية ومنع اختراقها، ومطلوب منها ايضا عمل استباقي لاحباط اي مخططات ارهابية محتملة، قبل حصولها.

اما اذا احجما عن القيام بواجباتهما، ولم يكشفا علنا وسريعا عن الضالعين في حوادث طرابلس، فإنهما سيبدوان يطلقان التحذيرات من مندسين وارهابيين، لإخافة الشعب ومنعه من النزول الى الارض للتعبير عن غضبه لانه قد يؤثر على الامن ويهزّه، وعليه تاليا ان يتألّم ويجوع ويفقر ويموت “على السكت” ومن دون ضجّة، تختم المصادر.