IMLebanon

“درون” اسرائيلية واستنفار عسكري في الضاحية.. إليكم التفاصيل

ليل امس انتشر بسرعة البرق خبر استقدام تعزيزات عسكرية مكثفة للجيش اللبناني الى الضاحية الجنوبية، وانتشار قوة منه على الاسطح في منطقة معوض بعد مشاهدة جسم مضيء فوقها وتحليق مسيّرة على علو منخفض جدا في المكان. الخبر وثقه مقطع فيديو تداوله ناشطون تظهر فيه قوة مؤللة للجيش انتشرت في المنطقة، تزامنا مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الاسرائيلي في اجواء بيروت وخلدة وعرمون وبشامون والشويفات.

عند هذه الحدود انتهت المعلومات ليغلف بتكتم شديد كل ما جرى في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، جوا وبرا، ولم يصدر عن الجهات الامنية اي توضيح يتصل بحقيقة ما حصل او على الاقل جزء منه، او حتى ما يتصل بطبيعة الجسم المشبوه، خصوصا ان الطائرات الاسرائيلية لم تغب عن الاجواء طوال الليل وحتى ساعات النهار اليوم.

حزب الله لم يصدر بيانا توضيحيا واكدت اوساطه ان الامر في عهدة الجيش، في حين افادت مصادر امنية “المركزية” انها ليست المرة الاولى التي يتخذ فيها الجيش اجراءات امنية مشابهة فهو كلما حلقت الدرونز على علو منخفض يلجأ الى اتخاذ وضعيات قتالية، هذا اقل ما يفرضه الواجب.

مصادر امنية مسؤولة كشفت لـ “المركزية” انها لم تتلق اي تقرير رسمي حول ما قيل عن مسيرة اسرائيلية في سماء الضاحية الجنوبية كما اوحت بعض الافلام ولفتت الى ان مثل هذه الظاهرة لا يمكن ان تتكرر بهذه البساطة، فالمسيرات التي اطلقت مطلع العام الماضي لقيت ردات فعل قاسية وخصوصا بعد اسقاط احداها  في المنطقة وبات من الصعب ان تتكرر مثل هذه التجربة في الوقت الراهن، ليس اطمئنانا للنوايا من الجانب الاسرائيلي بل ان هناك ضمانات دولية بعدم تكرار ما حصل في مثل الظروف التي تمر بها المنطقة.

واضافت” ان الفيلم المتداول ما زال عرضة للشكوك، فمواقع التواصل تبادلت في الفترة الاخيرة الكثير من الافلام التي تفتقر الى المصداقية وان ترويع المواطنين قبل التثبت من حصول مثل هذه العمليات امر خطير والعودة الى المراجع الامنية المعنية واجب وطني قبل الاقدام على مثل هذه “الروايات الهمايونية”.

الحادثة بحد ذاتها رسمت علامات استفهام واسعة حولها، من الفيديوهات المنتشرة الى صمت حزب الله وغياب البيانات الرسمية ومصير المسيّرة اذا كانت كذلك، واذا حلّقت على هذا العلو المنخفض، ولماذا لم يتم اسقاطها، ما دامت استدعت كل هذا الاستنفار. وتوازيا، سألت مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية” هل حقيقة ان ثمة مسيّرة حلقت على هذا العلو المنخفض، وماذا لو كانت الافلام التي تظهر تعزيزات للجيش وجسما غريبا مضيئا في الجو قديمة او ثمة من نشرها بهدف التهويل او لاي غرض آخر كإشاحة النظر مثلا عما يجري في مناطق اخرى؟ وتذكر بأن حزب الله لا يتوانى عن اسقاط اي مسيرة تحلق في “اجوائه” فهو منذ يومين نشر بيانا صادرا عن الدائرة الاعلامية في المقاومة الاسلامية حول مسيّرة اسرائيلية اسقطها جنوبا وعرض صورها. وقبلها مسيّرات كثيرة، فإذا كان من مسيّرة لمَ لم يسقطها؟ وهل ان الـ”درون” تستوجب الاستنفار العسكري والدوريات المؤللة للجيش في المنطقة، ام ثمة رسالة اريد من الفيديو والتسريبات ايصالها، ربما عن خطر يتهدد المنطقة برمزيتها الحزبية والسياسية، او لاظهار حجم الخطر الامني المحدق بلبنان ويفرض الابتعاد عن النكايات والشخصانيات لمصلحة الانقاذ عبر تشكيل حكومة، بعدما اضاءت حوادث طرابلس وما اعقبها من مواقف على هشاشة الوضع الامني وامكان اختراقه من التنظيمات المتطرفة.

التكهنات كثيرة، وستكثر ما دام اي توضيح رسمي في خصوص حادثة الامس لم يصدر عن الجهات المعنية والمختصة، وسيناريوهات عدة ستكتب وتنفذ على الارجح في المرحلة المقبلة ان بقي الوضع اللبناني على حاله من الجمود والتأزم والانهيار.