IMLebanon

قيادة “القومي” تُهاجم حردان: يعتبر الحزب ملكًا له

كتب مايز عبيد في صحيفة نداء الوطن:

بدأ الخلاف داخل الحزب “السوري القومي الإجتماعي” يطفو على السطح منذ مدة وتجلى بشكل أكبر عندما قرر النائب أسعد حردان، الرئيس السابق للحزب، تسمية الرئيس سعد الحريري لتأليف الحكومة، بخلاف ما قررته القيادة الحزبية التي انبثقت من الإنتخابات الداخلية الأخيرة التي شهدها الحزب في أيلول الماضي والإنقسام الحاد حول النتائج التي أفرزتها.

مسلسل الخلافات وتنازع الصلاحيات داخل الحزب استمر الأربعاء بوتيرة أكثر تصعيداً، مع قيام مسلحين تابعين لحردان باقتحام مركز منفذية الحزب في البترون، الواقع على مقربة من منزل النائب جبران باسيل، فقاموا بخلع بوابة المكتب وتمركزوا داخله، كما قاموا بتصوير أنفسهم بعد احتلاله، في خطوة اعتبرتها قيادة الحزب محاولة استفزاز لها ولجميع المحازبين من قِبل حردان ومجموعته.

وفسّر عميد الإعلام في الحزب “السوري القومي الإجتماعي” فراس الشوفي في حديث لـ”نداء الوطن” حقيقة ما حصل وخلفياته قائلاً: “أفرزت الإنتخابات الداخلية نتائج محددة، والأمين أسعد لا يريد الإعتراف بهذه النتائج لأنها جاءت ضد مصلحته. في الحقيقة ليس هناك استهداف له كما يحاول دائماً القول، إنما جاء خيار المحازبين لصالح قيادة جديدة والدليل أنه ربح كشخص لكن لائحته خسرت”.

وأضاف: “يريد حردان أن يبقى مهيمناً على قرار الحزب بأي طريقة مع أن إمساكه بقرار الحزب لسنوات، أزعج الكثير من الحزبيين ودفعهم للخروج من الحزب لقد أبعد الناس عن الحزب بهذه العقلية القديمة الإلغائية، والقوميون عبّروا بالإنتخابات عن إرادتهم بعودة حزبهم إلى تاريخه وإلى ناسه وجمهوره، بعدما سعى حردان لتحقيق مصالحه الشخصية على حساب الحزب. القوميون انتخبوا غيره بكل ديمقراطية وهو لا يريد الإعتراف ويحاول تجميع الناس حوله لتكوين حالة انشقاقية ضمن الحزب.. ولذلك فإنه يقوم بهذا التصعيد”.

وفي الأشهر الأربعة الماضية حاول حردان “فرض تسوية تعيد انتخابه كرئيس أو تسليمه منصباً قيادياً في الحزب متنكراً للإنتخابات ونتائجها.. ولما وجد هذا الباب مقفلًا، ذهب باتجاه الحركات الأمنية فأرسل مسلحين إلى مكتب البترون، وهم من خارج البترون بالمناسبة، في محاولة لاحتلال المكتب، لكن الجيش قبض على المسلحين صبيحة الأربعاء وهو ما رأت فيه القيادة “محاولة لتخويف القوميين بالدم والسلاح وترهيبهم لفرض منطقه الخاص على الجميع”.

ورداً على سؤال أكد أن “تسمية حردان لسعد الحريري لتشكيل الحكومة كانت خلافاً لرأي الحزب الذي يرى أن الحريري فشل في السابق والبلد الآن بحاجة إلى حكومة إنقاذ”.

يبدي القوميون قلقاً من تصرفات حردان “التقسيمية في الوقت الذي كان من المفترض أن يكون فيه دور الحزب طليعياً لتوحيد البلد، والمساهمة في انتشاله مما يتخبط به”. وعما اذا كان القومي لا يزال يعترف بحردان كممثل له في مجلس النواب، قال: “الامر في عهدة القيادة فهناك إدارة حزبية ومحكمة وقضاء حزبي هي المخولة البت بهذا الموضوع”.

وكان “الحزب القومي” أصدر بياناً في أعقاب الحادثة وصف فيه جماعة حردان التي اقتحمت المكتب بـ”الزمرة”، كما وصف ما جرى بـ”سلوكٍ يشبه عمل العصابات الخارجة عن القانون والأخلاق، وعمل مشين يطعن كلّ قومي اجتماعي في صدره”. أضاف البيان: “إنّ قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي آلت على نفسها، ومنذ الانتخابات التي جرت في أيلول 2020 وأفضت إلى انبثاق إدارة جديدة للحزب، عدم الانجرار خلف حملات التحريض التي قادها النائب المذكور، وأطلقت ورشة عملٍ داخلية وعملت تحت طبقة الثرثرة، لإعادة بناء ما هدّمه حردان طيلة عقود من احتكاره للقرار الحزبي”. وتابع معتبراً “كلّ ما جرى، وصولاً إلى احتلال مكتب الحزب في البترون، سببه رفض حردان الاعتراف بإرادة القوميين التي تجسّدت في انتخابات أيلول، اعتقاداً منه أنّ الحزب ملكيّة شخصيّة له، وأنّ مصير القوميين رهن رغباته ومصالحه الفردية. وإذ أكد حرصه على “استقرار المنطقة وأمن شعبنا”،اعتبر أنّ “الفعل الذي ارتكبته هذه الزمرة لا يمثّل أخلاق القوميين الاجتماعيين ومناقبهم”. وختم بدعوة المحازبين إلى “التهدئة والاستمرار بعملهم الدؤوب البعيد عن الاستعراضات من أجل نهضة حزبهم وبلادهم، عملاً بقول مؤسّس الحزب أنطون سعاده يجب أن أنسى جراح نفسي النازفة لأضمّد جراح أمّتي البالغة”، ودعاهم “لعدم الانخراط في أي سجالٍ مع أشخاصٍ غرّر بهم حردان بحملات التخوين والتحريض”.

يذكر أن الجناح الآخر المؤيد لحردان اتهم أمين الدفاع زياد معلوف الذي خاض المعركة الإنتخابية الحزبية ضدّه بأنه دخل عنوة أيضاً إلى مراكز الحزب في المصيطبة وطرابلس وحلبا، وأن خطوة البترون كانت استباقية. كما يلاحظ من بيان الحزب أن اللهجة الحادة المستخدمة قد تخفي قراراً بطرد حردان من الحزب.