IMLebanon

حكومة مستقلّين “ألفباء” الدعم… هل يتجاوب العهد؟

إذا كان ثمة مَن لا يزال يراهن على امكانية تراجع الرئيس المكلف سعد الحريري عن شروطه للتشكيل، فيرضى بحكومة تكنو – سياسية، لأهل المنظومة نفوذٌ او “مونة وأكثر” على وزرائها، على غرار ما كان حاصلا في حكومة حسان دياب.. فإن رهانه هذا تلاشى بقوة، سيما بعد المواقف الواضحة والحاسمة التي سمعها سيّد بيت الوسط في القاهرة امس. فبحسب ما تقول مصادر مطّلعة لـ”المركزية”، مصر بما تمثّله عربيا، كامتداد استراتيجي وسياسي للدول الخليجية، كي لا نقول كتوأم لها، أبلغت الحريري ضرورة اعتماد تركيبة من اهل الاختصاص المستقلين، لانها اول خطوة في مشوار الالف ميل نحو استرضاء الدول المانحة… وهذا ايضا ما سمعه من الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط.

فقد اكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للرئيس المكلف حرص مصر على الحفاظ على قدرة الدولة اللبنانية بالمقام الأول، ولإخراج لبنان من الحالة التي يعاني منها حالياً، من خلال قيام كافة القادة اللبنانيين بإعلاء المصلحة الوطنية، وتسوية الخلافات، وتسريع جهود تشكيل حكومة مستقلة قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة وصون مقدرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني. وتمنى للحريري التوفيق في تشكيل الحكومة الجديدة، على نحو يلبي تطلعات الشعب اللبناني الشقيق في تحقيق الأمن والاستقرار، ومشدداً على استعداد مصر لتقديم كافة أوجه الدعم والمساعدات لتجاوز الأزمات التي يواجهها لبنان، لاسيما التداعيات التي خلفها كل من حادث انفجار مرفأ بيروت وجائحة فيروس كورونا. اما ابو الغيط، فشدد على أن إنقاذ لبنان يعد أولوية في هذه المرحلة، مناشدا كافة الأطياف السياسية “تنحية الخلافات ومنطق المحاصصة الضيق جانبا وإعلاء مصلحة الوطن، وتقديم المواءمات اللازمة لإنجاح رئيس الوزراء المكلف في تأليف حكومة من الاختصاصيين، تكون مهمتها إنقاذية في المقام الأول، وبما يعبد الطريق أمام أصدقاء لبنان في المجتمعين العربي والدولي لتقديم الدعم الضروري لانتشال البلد من أزمته”.

كلمة السر اذا، هي حكومة الاختصاصيين المستقلين، ومن دونها لا دعم ولا من يدعمون. وهذه “اللازمة” التي سمعها بالمباشر او لمسها الحريري في الخليج، لدى زيارته الامارات، وفي العواصم الكبرى عبر سفرائها الذين يزورون بيت الوسط تباعا، وعلى رأسهم السفيرتان الاميركية دوروثي شيا والفرنسية آن غريو، لم يعد بإمكانه تجاوزها او ادارة الاذن الطرشاء لها، تتابع المصادر… فاذا لم تكن الحكومة استثنائية شكلا ومضمونا، واذا نخرتها القوى السياسية واخترقتها بوزرائها وحصصها ومحاصصاتها، فإن ايا من الدول المانحة، عربية كانت ام غربية، لن تتشجّع على التعاون معها، ولن تقدم تاليا على تجيير فلس واحد الى الدولة اللبنانية التي تحتاج اليوم الى كافة اشكال الدعم، بعد ان تهاوى فيها كل شيء، الاقتصاد، المصارف، التعليم، الاستشفاء، السياحة، الكهرباء (…) وقد دُمّر مرفأها وعاصمتها بمعظمها واستحالا ركاما في لحظات في انفجار نيترات الامونيوم منذ 6 اشهر بالتمام والكمال.

الصورة باتت واضحة لدى الحريري، الذي سيزداد بعد زيارته مصر- وبعد زيارته المحتملة الى ابوظبي وباريس ايضا- قناعة بأن لا مجال لخفض سقفه التأليفي والقبول بالشروط التي يطرحها الفريق الرئاسي اليوم، بالاصالة عن نفسه وبالوكالة عن حزب الله. فهل سيفهم هؤلاء “ألفباء” الدعم ويسهّلون ولادة حكومة من اختصاصيين ام سيضحّون بهذا الدعم الملحّ، كُرمى لمصالحهم وحساباتهم الشخصية والفردية والحزبية والفئوية والاستراتيجية والاقليمية؟