IMLebanon

هل يدخل لبنان حرب المسيرات مع اسرائيل؟

أكّد الجيش الإسرائيلي أمس أن إحدى طائراته المسيرة تعرضت لإطلاق نار أثناء تحليقها فوق لبنان، وذلك بعد يومين من إعلان “حزب الله” عن الحادث. وهذا التطوّر جاء بعد أن كشفت اسرائيل منذ أيام إسقاط مسيرة آتية من الأجواء اللبنانية.

وتردد أن مسيرة اسرائيلية حلقت في الجنوب وأخرى جابت ليل الثلثاء – الاربعاء أجواء الضاحية، ما دعا الجيش اللبناني إلى الاستنفار. فهل تؤدي هذه التطورات إلى حرب مسيرات؟

في قراءة لأبعاد ما يحصل، رأى رئيس “مركز الشرق الأوسط للدراسات” العميد الركن المتقاعد الدكتور هشام جابر عبر “المركزية”، أن “المسيرات لا تزال ضمن إطار قاعدة الاشتباك، حيث أسقط “حزب الله” السنة الفائتة مسيّرة إسرائيلية كانت تحلّق في أجواء الضاحية الجنوبية، ولم تشتعل جبهة الحرب بين لبنان واسرائيل”.

ولفت إلى أن “تكثيف الطيران الحربي الإسرائيلي والمسيرات أمر طبيعي في هذا الوقت بالذات حيث أجواء التهديد تسيطر، فإسرائيل تهدد بحرب على إيران، وهذه الحركة في الأجواء تدخل ضمن إطار هذا التوتر، إنّما لا تسبب حربا”.

وشرح جابر أن “أسباب تكثيف الطيران الحربي الإسرائيلي فوق الأجواء اللبنانية متعددة، منها القصف الأسبوعي لسوريا من الأجواء اللبنانية إن كان شمالاً أم بقاعاً، السبب الثاني تهديد لبنان وعرض عضلات بالتزامن مع التهديدات الكلامية والتصريحات وهذا ضمن إطار الحرب النفسية. أما الثالث فاستدراج “حزب الله” لكشف ما إذا كان يمتلك سلاح دفاع جويا ضدّ الطائرات الحربية لدفعه إلى إطلاق صاروخ كي يتسنى لاسرائيل تحديد نوعه”.

أما المسيرات فموضوع آخر وفقاً لجابر “إذ يمكن اسقاطها من دون نظام دفاع جوي، وأنواعها تعدّ بالآلاف منها الخفيفة والصغيرة التي لا يتجاوز علوّها عن الأرض 300 متر يمكن اسقاطها بسلاح فردي مثل الـ M16، كلاشنكوف… ما يعني أنها لا تكشف سلاح الدفاع الجوي. إلى ذاك، للمسيرات مهمّات عدّة، مثل التقاط الصور وإرسالها لغرف العمليات ومن الممكن جدّاً أن تنفّذ هذه المسيرات عمليات حربية من اغتيال ونسف وقصف هدف معيّن… لذلك، كثّف الجيش اللبناني احتياطاته ودفاعه واستعداداته في اليومين الأخيرين ضدّ المسيرات لأن من الممكن أن توجّه إحدى المسيرات إلى الضاحية للقيام بعملية اغتيال”.

وأوضح جابر أن “اسرائيل نفسها لم تعرف طريقة اسقاط المسيرة فوق عيترون من قبل الحزب إن كان بسلاح فردي أو صاروخ، وإحدى القنوات الإسرائيلية ذكرت أن صاروخ أرض -جو من نوع SA استخدم للغاية، ما يعني أن اسرائيل اكتشفت هذه المعلومة إن كان الخبر صحيحا”، مضيفاً “وفق المعلومات المسيرة التي اسقطت مهمّة وغير خفيفة من نوع Hermes 450 مجهّزة جيّداً للتصوير والتجسس وفي الوقت نفسه مسلّحة أي لديها القدرة على إطلاق صواريخ معيّنة أو الإصابة”.