IMLebanon

هنا لقمان سليم (بقلم طوني أبي نجم)

لقمان سليم شهيداً… لكنه لم ولن يموت مهما شاء القتلة الجبناء.

سيغيب لقمان بالجسد حتماً، لكننا كلنا لقمان في مواجهة منظومة القتل وأدواتها، وفي مواجهة من يحاول السيطرة على لبنان وكم الأفواه فيه على طريقة كل محور الممانعة.

ليست مهمة كل التحليلات حول عملية الاغتيال التي تمّت. في لبنان معروف من له القدرة على ارتكاب جرائم الاغتيال من دون أن يحسب أي حساب لا لدولة ولا لأجهزة ولا لأي حسابات بأن يتم اكتشافه. كما أن قمة الوقاحة تجلّت بتغريدة نجل الأمين العام لـ”حزب الله” جواد نصرالله، وهو أسلوب ليس بجديد من مجموعة وزعت “البقلاوة” بعيد اغتيال النائب الشهيد جبران تويني.

ولعل أسوأ ما في الأمر أن جماعة محور الممانعة، وفي كل مرة يسقط لنا فيها شهيداً، يرغبون لو نصمت، لو ندفن شهيدنا بصمت ومن دون اي ضجيج. يطالبوننا بـ”عدم الاستثمار السياسي”، وكأننا نقتل أنفسنا لنستثمر في دمائنا، في حين أن القاصي والداني يعلم من استثمر في السياسة عبر اغتيال جميع قادة “انتفاضة الاستقلال” لقلب موازين القوى في البلد.

لقمان سليم الذي كان له شرف معارضة “حزب الله” ومقارعته من قلب الضاحية الجنوبية والجنوب اللبناني، لم يخش يوماً من احتمال اغتياله، لأنه في اللحظة التي يضع هذا الاحتمال في الحسبان سيتوقف عن معارضته للحزب ولمنظومة القتل ولن يتابع المجاهرة بمواقفه.

سقط لقمان ولكننا مستمرون. الإذعان والرضوخ والاستسلام ليست من ضمن خياراتنا. البقاء في هذا البلد يعني اللجوء الى خيار المواجهة المفتوحة بالكلمة والموقف والتظاهرة في وجه السلاح وعصابات القتل. ونحن اخترنا البقاء والمقاومة الحقيقية بأجندة لبنانية صرف بوجه المشروع الإيراني المدمّر.

سقط لقمان لكننا مستمرون، وسنبقى نشير إلى المجرم والقاتل في وجهه، ولنا معه ثأر كبير، ثأر كل شهيد من رفاقنا سقط، وسنأخذ حقنا ولو بعد حين مهما بلغت التضحيات ومهما كان الثمن.