IMLebanon

الإقفال العام… “شحمة عافطيرة” لتفادي نقمة الشعب

تعزو أوساط في المعارضة سبب استمرار العمل بقرار التعبئة العامة، اضافة الى الدواعي الصحية، إلى سياسة ينصح بها بعض فريق العهد في هذه المرحلة، للهروب من المسؤوليات والالتزامات، كونها تخدم السلطة عبر تعطيل استخدام الشارع من قبل البعض والضغط على العهد في مواجهة سياسة الافقار والجوع والعوز التي قاد اللبنانيين اليها.

في السياق، اعتبر القيادي السابق في​ التيار “الوطني الحر”​ المحامي انطوان نصرالله عبر “المركزية” أن “الدولة لم تتعامل كما يجب مع نتائج “كورونا” في الأساس. ففتحت البلد خلال فترة الأعياد ما أدّى إلى إغلاقه ما بعدها حتّى اليوم وارتفاع عدد الوفيات بشكل دراماتيكي، لا تزال تتّخذ قرارات ارتجالية من دون شكّ”، مضيفاً “المسؤولون عاجزون عجزاً تاماً عن تقديم أي شيء للمواطن، والدليل أن معظم القطاعات المستثناة من قرار الإقفال يتعذّر عليها الحصول على أذونات بسبب التعقيدات في النظام المخترع للغرض. إلى ذلك، السلطة خائفة من الشعب وتحركاته وتتخوّف أكثر من عودة الحياة إلى طبيعتها ما يزيد المصاريف في القطاعات الإنتاجية ولدى أي مواطن ما يعني زيادة النقمة عليها”.

ولفت إلى أن “الإقفال كان يفترض أن يترافق مع عدد من الإجراءات مثل تقديمات اجتماعية واقتصادية وإعفاءات ضريبية للكثير من الشركات والمؤسسات، تحديث وسائل العمل ومكننتها وطرق التواصل مع الإدارات الرسمية ما يمنع الاكتظاظ في الأيام المقبلة… لكن للأسف لم يطبقوا أيا من هذه النقاط ولن يفعلوا”.

واشار نصرالله إلى “أننا متّجهون إلى وضع أسوأ. صحيح أن الحكومة الحالية لا تتحمّل مسؤولية ما آلت إليه الأمور، إلا أنها لم تتخذ أي خطوة لوقف الإنهيار الحاصل، لا بل من دون إصدارها قرارات صارمة وعدم المبادرة ساهمت في تفاقم الإنهيار، وكورونا ليس حجّة لعدم تطبيق الإصلاحات التي وعدوا بها”، مؤكّداً أن “الناس سيتحرّكون في الشارع ليس فقط ضمن إطار الثوار، او يكون الخيار الآخر الهجرة وفي الحالتين نواجه مشكلة حقيقية”.

في شقّ آخر، وضع نصرالله موقف “التيار الوطني الحر” حول عدم نجاح تفاهم “مار مخايل” في مشروع بناء الدولة في إطار “التخبّط الذي يعيشه التيار للخروج من مأزق رئيسه، وهذا يتظهّر من خلال كلّ النقاط التي تطرّق إليها البيان الأخير الصادر عن المجلس السياسي حيث يبدو التناقض واضحاً، إذ من جهة يتهّمون الحزب ياغتيال لقمان سليم مثلاً ومن أخرى يدعون إلى انتظار التحقيقات، ما يعني أنهم ضائعون، وهذا الضياع لا يؤثّر فقط عليهم بل على الجميع كونه ينعكس على القرارات المتّخذة في السلطة التي يشكّلون جزءاً اساسياً منها”.

وعن المشكلة بين التيار و”حركة أمل” ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، تقّدّم نصرالله بـ “نصيحة إلى نواب الكتلتين، وأدعوهم إلى التروي وعدم سيطرة الحماس عليهم قبل مهاجمة بري بل تأدية دور المتفرّج، لأن بعد فترة يعقد رئيس التيار جبران باسيل اتفاقا مع بري وبكون النواب “فشة الخلق” فتذهب كلّ مواقفهم سدى وهذه ليست المرة الأولى ولا الأخيرة”.