IMLebanon

خرق الجمود الحكومي مستبعد إذا لم يتدخّل “الحزب” لدى حلفائه

كل الحركة الدولية فوق الساحة اللبنانية، في شقيها الغربي والعربي وبينهما الفاتيكاني، تبدو، حتى الساعة، بلا بركة. فالملف الحكومي يراوح في ستاتيكو سلبي لا يزال عصيا على الكسر رغم كل الضغوط الخارجية على المعنيين بعملية التأليف، والتي تتخذ اشكالا مختلفة، من مخاطبة ضمائرهم، الى ترغيبهم واغرائهم بالمساعدات، مرورا بتحذيرهم من الانهيار الشامل الآتي والذي سيغرق المركب بمَن فيه، وصولا الى التلويح بعصا العقوبات ضدهم.

فبعد ان غادر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بيروت التي زارها خالي الوفاض على ما يبدو، حيث لم ينفع حثّه القوى السياسية على الاقلاع عن المناكفات والاسراع في التشكيل مقابل دعم مالي مادي وفير ستجيّره القوى المانحة لبيروت في حال أحسنت البلاء، ولم يدفعها الى التراجع، بدليل ما رشح عن لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي يبدو أقحمه في زواريب خلافاته مع الرئيس المكلف سعد الحريري، وبعد ان سقط نداء البابا فرنسيس المتقدّم في شأن لبنان، والذي حذّر من سقوط النموذح اللبناني في حال لم تؤلّف حكومة سريعا، في أرض المنظومة “البور”، تتجه الانظار اليوم الى باريس علّها تحمل معطى جديدا يبدّل في المشهد القاتم.

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ”المركزية”، سيجري الحريري الذي وصل الى فرنسا، محادثات مع المسؤولين الفرنسيين السياسيين والماليين والاقتصاديين الكبار، وقد يتوّج اتصالاته باجتماع يضمّه الى الرئيس ايمانويل ماكرون، لا يزال انعقاده غير مؤكد بعد، خاصة وان فرنسا تحرص على البقاء على “الحياد” في الازمة الحكومية، ولا تريد ان تظهر منحازة لطرف على حساب آخر، سيما وانها تقف فقط في “خندق” الشعب اللبناني.

كما من غير المستبعد في حال حصول الاجتماع، تتابع المصادر، ان يصدر عنه بيان مشترك، تصفه بـ”المهم للغاية”، يشدد على اولوية الاسراع في التأليف وفك أسر الحكومة. حتى انه قد يسمي الامور بأسمائها لناحية المعطلين والمعرقلين والشروط التي تحول دون ابصار الحكومة النور.

واذ تلفت الى ان زيارة مستشار ماكرون باتريك دوريل الى بيروت، غير محسومة ايضا في الوقت الحاضر، في انتظار ما ستفرزه مشاورات الحريري الباريسية، تشير المصادر الى ان خلية الازمة في الاليزيه تتواصل مع القوى السياسية كلّها في لبنان، ومن بينها حزب الله، وتركّز في جهودها على محاولة ترميم الجسور بين بعبدا وبيت الوسط. ففي رأيها، رأبُ الصدع بين الجانبين، ووضع حد للقطيعة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، يُعتبران المدخل لاعادة احياء عملية التشكيل والمبادرة الفرنسية. فهل سينجح الفرنسيون في مهمّتهم؟

التكهن صعب في هذا الموضوع، لكن في حال لم تضغط القوى الحليفة لبعبدا والتيار الوطني الحر، وعنينا حزب الله، عليهما للاقلاع عن التصلب وعن قرار التخلص من سعد الحريري، وهو ما لا تبدو الضاحية، في صدده بعد، فإن الحكومة ستبقى عالقة في عنق الزجاجة، ولن تتمكن كل قوى الضغط الخارجية الاقليمية والدولية من دفعها الى النور، تختم المصادر.