IMLebanon

الآليات البريطانية لمراقبة الحدود… فرق ملموس فهل تضبط التهريب؟

في ظل هشاشة الوضع الاقتصادي واستكمال عمليات التهريب للبضائع من الأغذية والمحروقات والأدوية المدعومة من مصرف لبنان للتجار، يتركز العمل على إحباط عمليات التهريب براً إلى سوريا. فهل سيتمكن الجيش اللبناني بعد ان تسلّم أخيراً مساعدة بريطانية عبارة عن 100 آلية عسكرية مخصصة لمهمات مراقبة الحدود من ضبط الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا، ووقف التهريب؟ وهل ستدفع المساعدة الجديدة بالجيش الى استعجال الخطوة واقفال الممرات غير الشرعية؟

الإجابة على هذين السؤالين جاءتا من مصدر عسكري كشف في حديث إلى “المركزية” عن تفاؤل إزاء السيطرة على عمليات التهريب نوعاً ما على الحدود الشرقية، لكن الأمر بعيد المنال في ما يخص ضبط الحدود الشمالية. ولا يمكن لأي مسؤول عسكري أن يدّعي القدرة على السيطرة الكاملة على الحدود، إذ لا توجد دولة تمارس بشكل مطلق مثل هذه السيطرة التي تتطلب جهودا من الجانب الآخر للحدود.

واستطرد المصدر قائلاً: “يمكن القول إن الجيش اللبناني يقوم على الحدود بعمل يشهد له من أفراد المجتمع الدولي، وفي الموازاة لا تزال أفواج الحدود البرية تعمل على تطوير قدراتها. وجاءت الهبة البريطانية إلى الجيش بتقديم مركبات خاصة بالدوريات المدرّعة لتحسّن التنقّل وتعزّز القدرة النارية وتزيد حماية الجنود”.

ولفت إلى “أن الفرق الذي تحدثه هذه الآليات الموهوبة من بريطانيا ملموس إذ تساعد بشكل كبير على سرعة التحرك بين ابراج المراقبة التي بناها البريطانيون لمساعدة لبنان على ضبط تسلّل الإرهابيين والتهريب على حد سواء. لكن السيطرة الكاملة على طول الحدود الشرقية الشمالية تحتاج إلى عدد كبير جداً من القوى العسكرية إضافة إلى متطلبات لوجستية لن تكون متاحة في المدى المنظور”.

ولا يؤمل من الهبة البريطانية، التي تحلّ جزءاً هاماً من المشكلة التي تواجه أفواج الحدود البرية في الجيش اللبناني، أن تحلّ في ليلة وضحاها الإشكالية الكبيرة المتمثلة بعدم وجود القدرة اللوجستية ولا البشرية لهذا الهدف.

وعلمت “المركزية” أن الجانب البريطاني الذي يتعاون مع الجيش لتطوير القدرة على المراقبة منذ عشر سنوات، سيواصل دعمه للجيش اللبناني بعدة طرق. وتنظر الجهات البريطانية باستمرار في مسألة أين يمكن أن يكون هذا الدعم أكثر فعالية، ستكون أفواج الحدود خاضعة للتدريب على صيانة هذه الآليات الخاصة بالدوريات المدرّعة لتأمين السيطرة على المساحة بين الأبراج الحدودية القائمة بشكل أكثر فعالية.