IMLebanon

اغتيال سليم حصل على أرضه: هل يتعاون “الحزب” مع الاجهزة؟

بعيد اجتماعها الاسبوعي برئاسة النائب محمد رعد، أكدت كتلة الوفاء للمقاومة امس ان “بيان الإدانة الذي أصدره حزب الله حول قتل الناشط لقمان سليم، يعبّر حكما عن موقف كتلة الوفاء للمقاومة، التي تجدد اليوم مطالبتها الأجهزة القضائية والأمنية المختصة العمل سريعا على كشف المرتكبين”. واعتبرت ان “الحملات الاعلامية الموجهة والاتهام السياسي والإدانة المتعمدة القائمة على البهتان والافتراء واستباق نتائج التحقيقات، أعمال مدانة تستوجب الملاحقة والمحاسبة لانها تستهدف التحريض وإثارة الفوضى وتقديم خدمات مجانية للعدو الإسرائيلي ومشغلته أميركا”.

يطرح هذا الموقف اكثر من علامة استفهام وتعجّب وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”. فمن حيث الشكل، يتجاهل حزب الله كون الجريمة وقعت في منطقة تعتبر، شئنا ام ابينا، تحت نفوذه وسيطرته، حتى ان وجود اليونيفيل فيها، يخضع لـ”مزاجه” اذا جاز القول. فالخلافات التي تقع بين الفينة والاخرى بين عناصرها والاهالي، لا تهدأ الا بتدخّل من الحزب.

عليه، هل يمكن لمسلّحين مزودين بكواتم للصوت ان يتسللوا الى قلب النبطية ويختطفوا مواطنا، ويصفّوه بـ5 رصاصات، من دون ان يعرف بالعملية؟ ليس المقصود هنا، ان الحزب هو من امر بتنفيذ الاغتيال، تتابع المصادر، غير ان رميه كرة التحقيقات وكشف المرتكبين في ملعب القضاء اللبناني والاجهزة الامنية والعسكرية وحدها، يشكّل سلوكا غير متعاون. فبما ان الجريمة حصلت على “أرضه”، من  المطلوب منه، لتبرئة صفحته تماما، وإسكات خصومه النافخين في نار الفتنة في الداخل والخارج، أن يفعل كل ما بوسعه، ويقدّم كل المعطيات التي في حوزته حول ما جرى في تلك الليلة المشؤومة. لكن إن لم يفعل، فإنه سيضع نفسه بنفسه في قفص الاتهام.

وفي السياق، من الضروري عدم تناسي ان التحقيقات في اعدام سليم، يتولاها اليوم قاض قريب من  بيئة الثنائي الشيعي، وهو النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان. هذا المعطى يُفترض ان يشجّع الحزب على وضع نفسه في تصرّفه، علما ان رمضان رأس امس في مكتبه في قصر العدل في صيدا، اجتماعا أمنيا موسعا مع قادة الاجهزة الامنية والعسكرية في الجنوب، لمتابعة مسار التحقيقات في جريمة قتل سليم. وجرى خلال الاجتماع “تأكيد مواصلة التحقيقات والتنسيق التام ما بين الاجهزة الامنية للتوصل الى كشف الفاعلين”.

فهل يتخذ حزب الله القرار الجريء، أم يبقى في موقع المتفرّج؟ ان كانت هناك “داتا” حول حيثيات الجريمة في حوزته ولم يقدّمها للقضاء، فالامر مريب والمصيبة كبيرة، وإن صحّ ان لا داتا في حوزته، فالمصيبة اكبر، تتابع المصادر. اذ كيف له ان يدّعي حماية المناطق الجنوبية والحدودية من العدو الاسرائيلي، فيما تحصل تصفيات بدم بارد فيها، من دون معرفته؟ حريّ بالحزب ان يغادر منطقته الرمادية ولو لمرّة، ويقدّم ما يعرف لكشف حقيقة ما حصل ومن يضمر الشر للحزب وللبنان. اما صمته، فسيبقيه في دائرة الشبهات، خاصة اذا ما راجعنا تعاطيه وجمهوره مع سليم وتخوينه له، وتمجيده كواتم الصوت، فيما كان الشهيد حمّل قبل استشهاده الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله شخصيا، مسؤولية اي اذى قد يلحق به.