IMLebanon

دياب: الحكومة قامت بواجبها في الحرب مع كورونا

اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أنها “لحظة مفصلية في هذه المواجهة الشرسة مع وباء كورونا الذي يفتك بالبشرية. فاليوم ينتقل لبنان من مرحلة الخوف من هذا الوباء، إلى مرحلة الحماية من خلال اللقاح، وبالتالي حماية مجتمعنا، ووطننا، تمهيداً لاستعادة حياتنا الطبيعية تدريجياً”.

وأضاف، في كلمة له خلال إطلاق حملة التلقيح الوطنية ضد وباء كورونا: “نحن اليوم، نطلق حملة التلقيح الوطنية ضد وباء كورونا، بلقاحات ذات جودة عالية وفعالة وموثوقة، وبعدها سنبدأ بالتحرّر تدريجياً من القيود التي فرضها علينا هذا الوباء، وبالتالي عودة دورة الحياة إلى مختلف القطاعات عند تحقيق المناعة المجتمعية المنشودة. لقد خسرنا أهلاً وأحبة وأصدقاء، وعانى الكثيرون من هذا الفيروس الذي تفشّى بين الناس”.

وتابع: “منذ سنة كاملة، تسلّل وباء كورونا إلى لبنان ووقعت أولى الإصابات. وعلى مدى سنة كاملة، كان هذا الوباء ينتشر ويتحوّر ويتغيّر ويصيب المزيد من اللبنانيين، حتى بلغ عدد المصابين المسجلين رسمياً حوالي 340 ألف إصابة من أصل أكثر من مليونين و700 ألف فحص كورونا (PCR)، لكن العدد الفعلي قد يكون أضعاف هذا الرقم، استناداً إلى التقديرات العلمية. من هذه الإصابات، خسرنا حوالي 4 آلاف شخص، تسبّب هذا الوباء في وفاتهم، وما زال هناك أكثر من ألف شخص يواجهون هذا الفيروس بصعوبة. لقد بذلت هذه الحكومة جهوداً جبّارة، وقامت بواجبها في هذه الحرب الضروس مع الوباء. فعلى الرغم من كل الصعوبات والتحديات التي واجهتنا، نجحنا بتطوير القطاع الاستشفائي الرسمي، عبر خطة التنمية الصحية التي اعتمدتها وزارة الصحة، وكذلك برفع مستوى جهوزية القطاع الاستشفائي بشكل عام، وقد أصبحت المستشفيات الحكومية فاعلة وتقوم بدروها ومقصداً لمختلف شرائح المجتمع اللبناني، بعد أن كانت مهملة في السابق وقاصرة عن تلبية الأمن الصحي الوطني”.

ولفت إلى انه “لقد تمكنّا من استحداث أكثر من ألف سرير إضافي للعناية الفائقة في القطاعين العام والخاص، وأكثر من ألفي سرير مخصص للحالات المتوسطة. واتخذنا مختلف الإجراءات للتعامل مع هذا الوباء وتداعياته: على مستوى الوقاية والرعاية الصحية، وعلى مستوى التشخيص والتتبع، وعلى مستوى التدابير والكفاءة الطبية، وبقي معدّل الوفيات بحدود 1 في المئة، مقابل أكثر من 2 بالمئة للمعدّل العالمي. خضنا هذه المواجهة، وأكدنا أن لبنان يمتلك الكثير من القدرات والكفاءات التي نجحت في التخطيط والتدبير والمتابعة. كان التنسيق قائماً بين مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، وكان الشعور بالمسؤولية حافزاً لمزيد من البحث في الأساليب الأحدث والأنجع للتعامل مع هذا الوباء. لقد قامت وزارة الصحة، ولا تزال، بمختلف قطاعاتها ولجانها، وأطقمها الطبية والميدانية، بواجبها على أكمل وجه. كما قامت لجنة متابعة تدابير كورونا في رئاسة الحكومة بجهد مميز، وتم وضع منصّة لمتابعة هذه التدابير من دون أي كلفة. ثم قامت اللجنة الوطنية للقاح كورونا في وزارة الصحة بوضع خطة علمية مدروسة لحملة التلقيح”.

وأردف: “أودّ في هذه المناسبة أن أتوجّه إليهم بالشكر العميق، إلى كل فرد منهم، وعلى رأسهم معالي وزير الصحة الدكتور حمد حسن، الذي لم يوفّر جهداً في سبيل الارتقاء بالقطاع الصحي ليكون قادراً على التعامل مع هذا الوباء. كما أتوجّه بالشكر إلى كل العاملين في القطاع الصحي، بمختلف مهامهم، إضافة إلى الصليب الأحمر اللبناني والهيئات الصحية والأهلية والبلديات التي لعبت دوراً في هذه المواجهة. اليوم، نخوض الهجوم المضاد كي نسيطر على هذا الوباء. وضعنا الخطة، ونبدأ اليوم بتطبيقها، لتلقيح اللبنانيين، وفق برنامج علمي مدروس”.

وقال: “لقد تفقدت اليوم مركز التلقيح في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، ولم أتلقَ اللقاح التزاماً مني ببرنامج اللقاح، ولأن الجسم الصحي الذي خاض المواجهة مع الوباء في الصفوف المتقدمة، وقدّم تضحيات كبيرة، وخسر بعضهم حياته، له الأولوية علينا جميعاً كي يستطيع مواصلة حماية الناس، ومعهم أيضاً في الأولوية كبار السن ومن لديهم أمراض مزمنة. وتكريماً لهذا القطاع الصحي، أدعو الموجودين بيننا إلى الوقوف، وأدعو الحاضرين إلى التصفيق لهم تحية على جهودهم. طبعاً، كل واحد منّا يتمنى الحصول على اللقاح في المرحلة الأولى، إلا أن هناك من يجب حمايته كأولوية، ولذلك أدعو جميع المواطنين إلى تسجيل أسمائهم في المنصة لحجز دورهم وفق البرنامج الذي وضعته لجنة اللقاح. نحن اليوم نطلق حملة اللقاحات، على الرغم من كل المشاكل الاقتصادية والمالية التي يعانيها البلد، وذلك بفضل الاتفاقيات المبرمة في وقت مبكر مع الشركات المعنية باللقاحات، بالتعاون مع البنك الدولي وشركائنا الدوليين. هناك دول متقدّمة ولديها إمكانات كبيرة، في أوروبا وفي العالم، بدأت التلقيح مؤخراً”.

وختم: “تبدأ دورة التلقيح في هذا الوقت، آملين أن نصل إلى حماية مجتمعية كافية لتعود دورة الحياة الطبيعية تدريجياً إلى لبنان في أسرع وقت. رحم الله الذين خسرناهم في هذه المواجهة. الله يحميكم. الله يحمي لبنان”.