IMLebanon

اغتيالات وتعبئة طائفية… هل ينفجر لبنان؟

قبل جريمة اغتيال الناشط في حقل الحريات لقمان محسن سليم المدوّية، تمت عمليات اغتيال المصوّر جوزف بجاني امام منزله بكاتم للصوت، على يد مسلحين معروفين غير مموهين من دون اي خوف من أعين كاميرات المراقبة. قبلهما تمت تصفية القبطان البحري ايلي صفير والعقيد المتقاعد في الجمارك منير ابو رجيلي، وقبلهم الموظف في بنك بيبلوس انطوان داغر. اغتيالات لم يُكشف النقاب عن اي مفتعليها لا بل تنسج في كل مرة روايات حول القتلى او بالاحرى الشهداء، لتشويه سمعتهم بهدف حرف الانظار عن القتلة، حتى بات يصح القول “قُبض على القتيل ولم يقبض على القاتل”، تماما كما حصل في اعقاب اغتيال لقمان سليم.

مجمل هذه الاغتيالات استبقت او اعقبت حوادث امنية خطيرة حصلت في مدينة طرابلس، نسبها البعض الى داعش وعودة الإرهاب الى لبنان، في مسعى للصق اي حادث اغتيال وقع او قد يقع بخلايا داعش النائمة. في المقابل، تمّ توقيف خلية لداعش في عرسال وفق الجهات الامنية.

ولعل الاخطر، ان هذه الأعمال التخريبية والاغتيالات ترافقت مع استحضار الغرائز الطائفية والنعرات المذهبية، مما يرفع منسوب الخوف من “ان الحلول في لبنان قد لا تأتي على البارد بل على السخن”، ما يعني عمليا التدهور الامني من بوابة تردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي في ظل غياب المسؤولية الوطنية لدى القيمين على شؤون الوطن. فهل الانفجار الامني وارد؟

تؤكد مصادر معنية بالوضع الامني لـ”المركزية” ان الاجهزة الامنية ما زالت ممسكة بالوضع وتداهم الخلايا الارهابية، لذلك، لم نصل بعد الى نقطة الحرب الاهلية او الفوضى او التفجير او فقدان السيطرة على البلد. لكن قبل ان نصل الى هذه المرحلة، فإن الدول الغربية وتلك المعنية بالشأن اللبناني، ستعرف قبلنا، عندها يصبح لبنان اولوية بالنسبة اليها، اذ يهمها الا ينفجر لبنان، لأن في حال انفجاره، فإن هذه القنبلة الموقوتة ستشظي مصالحهم ومصالح الدول المجاورة واوروبا ولذلك، لبنان تحت العين المراقبة. وتنتظر هذه الدول حتى اللحظة الاخيرة، لأنها في هذا الوقت المستقطع، تستفيد من الضغط على لبنان. كل دولة تضغط على لبنان اقتصادياً وامنياً ومالياً ومادياً وسياسياً من اجل مصالح ومكاسب شخصية، قصة عض الاصابع، من السعودية الى ايران الى الولايات المتحدة وفرنسا، منها من تضغط علنية ومباشرة ومنها من تضغط بواسطة وكلائها في لبنان”.

وتعتبر المصادر ان “البعض يعتبر ان أزمة لبنان الحكومية تقتصر على شد حبال والثلث المعطل فيما البعض الآخر يربطها بواشنطن او طهران او السعودية، في حين ان حل الحكومة في لبنان. فلبنان أصبح يعرف موقف الدول من الموضوع، الولايات المتحدة أعلنت بوضوح ولو بشكل غير رسمي، انها لا تقبل بحكومة تضم حزب الله أو ثلثاً معطلاً، وايران لا تتدخّل مباشرة بل من خلال حزب الله، أما السعودية، فإن الرئيس المكلف سعد الحريري يتواصل معها ويستشف آراءها. لكن بشكل عام، الملف اللبناني ليس اولوية في الوقت الحاضر لا عند ايران او الولايات المتحدة او السعودية، مهم ولكن ليس اولوية. لكن متى يصبح أولوية؟”

وتلفت الى ان لبنان يصبح اولوية عندما يصل الوضع فيه الى حد الانفجار. من وجهة نظرهم ما زال هناك متسع من الوقت، لكن لبنان قنبلة موقوتة، اذا انفجرت، فإن شظاياها ستطال هذه الدول ومصالحها في المنطقة. اولا الولايات المتحدة يهمها أمن اسرائيل، لأن في حال انفجر لبنان تتأثر اسرائيل بشكل او بآخر، ومن يضبط الوضع على الحدود الجنوبية، قد لا يتمكن من ضبطه في حال انفجر الوضع اللبناني. ثانياً، اوروبا يهمها في لبنان حتماً المليون نازح سوري، وفي حال انفجر الوضع سيصبح معظمهم في البحر على حدود قبرص والاتحاد الاوروبي، واوروبا تعاني من “فوبيا” هذا الامر لا تقبل به وتتجنبه. ثالثاً، الولايات المتحدة، تعتبر لبنان بشكل عام المركز في ما يتعلق بسوريا والعراق، ويهمها الا يحصل  انفجار، لكنه ليس اولوية في الوقت الحاضر.