IMLebanon

تعطيل التشكيل مصلحة إيرانية

فيما الدولار يسجّل أرقاما قياسية جديدة، يزداد المشهد الحكومي اسودادا وضبابية. الرياح المغبرّة تهبّ لتلفح هذه الضفة من كل حدب وصوب، من الداخل كما من الخارج، جاعلة الرؤية معدومة وحظوظ نجاح عربة التأليف في الاقلاع، وسط العاصفة، صفرا.

في جديد المعطيات، تشير مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، الى ان محاولة جرت في الساعات الماضية لتحقيق خرق في جدار الازمة المستفحلة بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، تولاها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، طَرَح فيها اسنادَ “الداخلية” الى بعبدا في مقابل تخلَيها عن الثلث المعطّل. الا ان هذه الفكرة ولدت ميتة ولم تكتب لها الحياة بعد ان رفضها الرئيس عون. هذا الموقف، بحسب المصادر، أتى ليؤكّد من جديد ان الاخير يسعى لانتزاع ثلث معطّل في الحكومة، له وللتيار الوطني الحر، وان هذا المطلب يبقى العقبة الاكبر – أقلّه ظاهريا – امام ابصار الحكومة المطلوبة بإلحاح، النور… وفي وقت يحاول الفريق الرئاسي التغطية على هذه الحقيقة برفعه لواء تجاوز الصلاحيات واعتداء الرئيس المكلف على حقوق المسيحيين، تشير المصادر الى ان هذه الحجة باتت واهية وأكثر من ضعيفة، سيما اذا استمعنا الى مواقف البطريرك الماروني الاخيرة والتي حمّل فيها رئيس الجمهورية تماما كما الرئيس المكلف مسؤولية التأخير الحاصل في التأليف وتردي الاوضاع المعيشية.

وفي انتظار ما سيقوله رئيس التيار النائب جبران باسيل الاحد عن تطورات التشكيل، وما اذا كان سيحمل جديدا ام سيواصل العزف على “الوتر الطائفي” عينه، الى ان يقتنع الحريري باعطاء فريقه الثلث المعطل، تعتبر المصادر ان المواقف الخارجية من الحكومة، لا تساعد في الذهاب نحو حكومة من هذا القبيل. فالرئيس المكلف الموجود في قطر والذي سيجول مبدئيا على عدد من العواصم العربية والاوروبية، يسمع من كلّ مضيفيه تشديدا على اهمية تشكيل حكومة مختلفة تماما، من حيث الشكل والاداء، عن سابقاتها، كشرط اساسي لحصولها على دعم المانحين.. فهل يمكن ان ينتحر وينحر البلاد معه، بموافقته على حكومة تكنو – سياسية يكون للتيار او لسواه ثلث فيها يتحكّم من خلاله بكل قراراتها؟!

في خلفية الصورة المعقدة هذه، يقف حزب الله متفرجاً حتى الساعة على “البينغ بونغ” المتوالي فصولا بين بعبدا وميرنا الشالوحي من جهة وبيت الوسط من جهة ثانية، حتى انه، وفق المصادر، قد يكون يعرقل بالواسطة مهمة الحريري، عبر تحريكه حلفاءه المسيحيين والدروز للتشدد في مطالبهم الوزارية. وهنا، تدعو الى عدم الاستهانة بتاتا بـ”عقدة” الحزب. فقبل ان يعرف “على اي برّ” سترسو المفاوضات الاميركية – الايرانية، من الصعب جدا ان يتدخّل بجدية لفك أسر الحكومة، ويفضّل ابقاءها ورقة في يد طهران في “بازارها” مع واشنطن، قبيل جلوسها الى طاولة المحادثات معها من جديد، خاصة وان المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية، جيرالدين غريفيث، اكدت امس أن “حزب الله منظمة ارهابية، وليس هناك أي تغيير في سياستنا تجاهه”، الا انها استطردت “ما يهمنا هو أن تكون أي حكومة جديدة قوية وقادرة على تلبية احتياجات الشعب اللبناني، ومستعدة لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة وقرار مشاركة “حزب الله” في الحكومة يعود للشعب، ونحن كنا رأينا في العام 2019 احتجاجا من الشعب ضد الفساد”. وعلى هذا الخيط  الرفيع، يحاول الحزب اللعب، علّه يتمكن في المرحلة المقبلة من فرض حكومة سياسية خالصة، يكون حاضرا بوضوح داخلها”!