IMLebanon

جولات دبلوماسية استقصائية وحث على تكوين جبهة معارضة

في موازاة حركة الاتصالات التي تقودها اكثر من دولة معنية بالشأن اللبناني ومقتنعة بضرورة انقاذه من المصير الأسود الذي خطّه سياسيوه وقادته بإتقان، يتحرك دبلوماسيو هذه الدول في الداخل اللبناني متنقلين بين مقار قوى المعارضة السياسية والمجتمع المدني استطلاعا واستقصاء وبحثا عن مشاريع انقاذية محتملة لدى اي من الفريقين.

ابرز السفراء “الاستقصائيين” خلال الفترة الاخيرة كانت، الى الفرنسية آن غريو التي تقود بلادها مبادرة الانقاذ، والمصري والروسي، الاميركية دوروثي شيا التي تصول وتجول لتكوين صورة عما آل اليه المشهد اللبناني على مستوى الانهيارات المتتالية والحلول المرجوة وما اذا كان لدى المعارضين مشاريع انقاذية او خرائط طرق من شأن تنفيذها نقل لبنان الى بر الامان ومنع استمرار مسلسل “اعدامه” عن سابق تصور وتصميم لمصلحة قوى اقليمية تستخدمه في صفقاتها الدولية.

وينقل مسؤول في حزب معارض على تواصل مع السفراء في لبنان لـ”المركزية” ان الدبلوماسيين يستوضحون ما لدى المعارضة من معطيات حول سلسلة ملفات في مقدمها الانتخابات النيابية وفرص اجرائها، اسباب غياب الصوت الموحّد لقوى المعارضة الذي شكل قوة دفع اساسية في العام 2005 ادت الى اخراج الجيش السوري من لبنان ومصير ثورة 17 تشرين واسباب عدم تحقيق اهدافها على رغم انها عابرة للطوائف ورافضة للمنظومة السياسية على قاعدة “كلن يعني كلن”، اضافة الى استطلاع امكانية تكوين جبهة معارضة صلبة تحمل مشروعا بديلا واضحا يكتنز كل مقومات اعادة بناء الدولة القوية.

ويوضح المسؤول المشار اليه ان بعض السفراء لا يخفي استعداد الخارج للمساعدة وتقديم ما يلزم من دعم اذا ما تم انشاء معارضة جدية تملك مشروعا انقاذيا اصلاحيا وتطويريا ورؤية مستقبلية للبنان، من دون ان يعني ذلك التدخل في الشؤون الداخلية بل تلبية مطالب الشعب الرازح تحت نير “استعباده” ومصادرة قراره من المنظومة الحاكمة التي تمعن في الفساد  لاغراقه في الفقر والعوز وغض النظر عن ارتكاباتها ومشاريعها المشبوهة. وينقل عن بعض الدبلوماسيين قولهم ان قيام معارضة بناءة وقوية من شأنه تأمين انتظام العمل السياسي في لبنان، فيما خلاف ذلك يُغيّب المراقبة والمساءلة ومحاسبة السلطة وتعميم الفساد.

النصائح الدبلوماسية، تؤخذ في الاعتبار، يؤكد المسؤول، كاشفا عن اجتماعات تعقد بين مكونات المعارضة من قوى سياسية واحزاب معارضة ومجتمع مدني ومجموعات ثورة 17 تشرين والجبهة المدنية ونواب مستقيلين وشخصيات من فريق 14 اذار سابقا، في شكل دوري من خلال التواصل عبر التطبيقات الالكترونية لتوحيد النهج وخريطة الطريق بعد الانتهاء من المرحلة الاولى التنظيمية، على ان يعقد مؤتمر صحافي لعرض برنامج جبهة المعارضة، علما ان بعض الاطراف استبعدت عن هذه الجبهة باعتبارها جزءا من التسويات السياسية والرئاسية والمنظومة الحاكمة التي استهدفتها ثورة 17 تشرين.