IMLebanon

“حقوق المسيحيين” تجدد المواجهة بين “القوات” و”الوطني الحر”

كتبت كارولين عاكوم في صحيفة الشرق الأوسط:

تجددت المواجهة بين الحليفين السابقين «حزب القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» على خلفية حماية «حقوق المسيحيين»، ورفض رئيس «القوات» سمير جعجع اللعب على «الوتر الطائفي»، وفيما دعا إلى استقالة الرئيس ميشال عون، إلا أنه ربطها بإجراء انتخابات نيابية مبكرة، واستدعى موقفه رداً من «التيار»، استعاد لغة الحرب وملفاتها.
وقال جعجع في حديث إذاعي: «موقفنا واضح منذ البداية بعدما وصل البلد إلى ما وصل إليه، إنه يجب على رئيس الجمهورية الاستقالة، لكن المشكلة تكمن في أنه في حال استقال في ظل الأكثرية النيابية الحاكمة الحالية، سيعاد انتخاب رئيس مثله. لذلك يجب الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة لتكون هذه الاستقالة مفيدة وتؤدي إلى شيء ما، وبذلك، تصبح هناك أكثرية نيابية أخرى تنتخب رئيساً جديداً».

وأضاف أنه لم يعد أمام فريق رئيس الجمهورية، «بعدما خسر كل شيء، إلا اللعب على الوتر الطائفي مجدداً، لذلك طرح الملف الحكومي من زاوية صلاحيات رئيس الجمهورية وحقوق المسيحيين»، وأضاف جعجع: «حقوق المسيحيين تتحقق بقيام دولة فعلية في لبنان، دولة تحفظ لهم سيادتهم وحريتهم وكرامتهم، أين هي هذه الدولة؟ هذا ما يريده المسيحيون. ومن جهة أخرى، تمنع الدولة سرقة أموالهم من قبلها ومن قبل غيرها في إداراتها»، متحدثاً عن «معركة طويلة من أجل التمهيد للرئاسة المقبلة للنائب جبران باسيل. وهذه ليست حقوق المسيحيين».
وفيما رفضت مصادر عدة في «التيار» الرد على جعجع، معتبرة أن ما قاله ليس جديداً، كان رد من قبل الوزير السابق والنائب في «التيار الوطني الحر» سيزار أبي خليل عبر حسابه على «تويتر»: «جعجع كالعادة يحاول تغطية انكفائه وتخاذله التاريخي عن معارك السيادة والشراكة والكرامة وبيعه قضايا لبنان والمسيحيين والانخراط بعملية تصفيتهم من خلال الهجوم على التيار الوطني الحر وفخامة الرئيس عون».
وقال النائب في «القوات» فادي سعد لـ«الشرق الأوسط»: «كلام جعجع والقوات أتى نتيجة الواقع الذي يعيشه كل اللبنانيين وليس طائفة دون غيرها، وإذا كان (الوطني الحر) ورئاسة الجمهورية يطالبان بحقوق المسيحيين فنحن نسأل: هل التسجيلات المسربة والبيانات غير المسبوقة الصادرة عن قصر بعبدا تليق برئاسة الجمهورية؟ وهل ما يعاني منه كل الشعب اللبناني من الفقر والجوع وفشل الدولة والانهيار الذي وصلنا إليه في هذا العهد يقتصر على طائفة دون أخرى، ولا يصل إلى الطائفة المسيحية وجمهور التيار؟».
وأضاف: «من يظن أن الخطاب الطائفي الغرائزي والوقوف خلف حقوق المسيحيين للحصول على حقوق العائلة، قد يكسب بالسياسة هو واهم، ولا شيء سيتغير ما دام الفساد موجوداً والسلاح متفلت والميليشيا تدير دويلة داخل الدولة وهذا ما سينعكس على الجميع دون استثناء».