IMLebanon

“التيار” و”الحزب” والأسد.. أحرص على حقوق مسيحيي لبنان من بكركي؟

بينما كان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يوضح من بكركي في عظة الاحد، الغايات والاهداف من طرحه الذهابَ نحو مؤتمر دولي حول لبنان، بعد ان تعرّض لهجمة، لا طائفية، بل سياسية، احادية الجانب من القوى التي تدور في فلك الثنائي الشيعي، في حين تحلّقت وستتحلّق حول اقتراحه، في طالع الايام، شخصياتٌ واطرافٌ من الالوان والمذاهب اللبنانية كافة.. كان رئيس التيار “الوطني الحر” النائب جبران باسيل يشرح في مؤتمر صحافي مطوّل اسباب الازمة القائمة اليوم حكوميا، عازيا اياها الى محاولة الرئيس المكلف سعد الحريري قضم صلاحيات رئيس الجمهورية والافتئات على حقوق المسيحيين، مؤكدا ان في معركة الدفاع عن هذه الحقوق، لن يتراجع التيار او يستسلم.

من حيث الشكل، تتحدث مصادرسياسية معارضة عبر “المركزية”، عن مفارقة غريبة: بكركي تبحث عن سبيل لتحصين لبنان وانقاذ اللبناني كـ”مواطن”، بينما ميرنا الشالوحي تشير الى انها في مواجهة لمنع وضع اليد على مكتسبات “المسيحيين” في لبنان.

اما من حيث المضمون، تتابع المصادر، فباسيل لم يكن موفّقا في عرض نقاط التعدي على المسيحيين ولا في تحديده مكامنَ “التهديد الوجودي” الذي يواجهون اليوم، لانه حَصَر كلامه فقط بعملية تشكيل الحكومة. فهل بوزير بالزائد او بالناقص- في بلد لم يبق فيه شيء، لا اقتصاديا ولا ماليا ولا صحيا او تربويا او سياديا- تُصان او تُنتهك الحقوق ويتهددّ الوجود المسيحي؟! باسيل قال “نحن سنمضي في هذه المعركة ولو وحدنا، ونحن مجبرون أن نحمل لواء الميثاقية والشراكة في ظل استمرار محاولات القضم الطائفية.

واشار ايضا “الى ان العتب على القيادات المسيحية التي لم تقف معنا ولا مرة في معركة الحقوق، بل تتمسخر عليها في الإعلام”. في هذه الاسطر، يقرّ باسيل ان التيار وحيد في هذا الملعب، وهو فعلا كذلك، وفق المصادر. فحتى بكركي تنظر الى الازمة من منظار آخر، وطني لا طائفي… الا يستدعي هذا الواقع، من الفريق البرتقالي مراجعة حساباته وتموضعه؟ أم انه يعتبر انه وحده على حق، فيما كل القوى والقيادات المسيحية الاخرى الروحية والسياسية، على خطأ، وتبحث فقط عن مصالحها؟!

وبعد، الا يعزّز موقف باسيل اعلاه، فرضية ان يكون فعلا، يرفع شعار الدفاع عن حقوق المسيحيين لانه “بييع” في الشارع في رأيه، اذ قد يستنهض العصب المذهبي عند البعض، بينما يريد منه في الباطن، تحصيلَ مكاسب للفريق الرئاسي وللتيار الوطني الحر فقط؟!

على اي حال، جواب تيار المستقبل السريع، على كل ما جاء في كلمة باسيل، أكد ان ايا من طروحاته السياسية وايا من مواقفه “المذهبية” لم تلق آذانا صاغية في بيت الوسط. وهذا يعني تاليا، أن عملية التأليف باقية في مراوحتها السلبية القاتلة. وازاء هذا الواقع الذي يؤشر الى تدهور اضافي على الصعد كافة، وفي عود على بدء، تسأل المصادر اليس الاجدى بباسيل بما ومَن يمثّل “رئاسيا”، ان يضع يده في يد بكركي للذهاب سريعا الى مؤتمر دولي يرسم طريق خلاص لبنان، بمواطنيه المسلمين والمسيحيين، من جهنّم الازمات التي يتخبطون فيها، وينقذ الناس والدولة والشرعية (…)؟ وأليس حريا بمَن يدّعي الحرص على حقوق المسيحيين ان يقف الى جانب رأس الكنيسة المارونية، الذي يتعرّض منذ اسابيع للتخوين والتكفير والحملات، من قِبل حلفاء هذا الفريق وتحديدا حزب الله – الذي اعلن باسيل انه “لن يقبل بحلف يقصي المسيحيين”؟! ام ان الشام ورئيسها – الذي استشهد به رئيس التيار في موقف وضعه معارضوه في خانة تقديم اوراق اعتماده لدمشق ومحور الممانعة – باتا اقرب اليه وأحرص على المسيحيين في لبنان، من بكركي وسيّدها؟