IMLebanon

كورونا والكورتيزون: كيف تتحكّمون في الوزن؟

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:

إنّ الستيرويدات، والمعروفة غالباً بالكورتيزون، هي عبارة عن موادٍ صناعية موجودة على شكل حبوب تؤخذ عن طريق الفم، أو بخاخات أنف، أو حتى كريمات لعلاج الحالات الالتهابية مثل الربو، والمشكلات المِعوية كداء كرون والتهاب القولون التقرحي، وفقر الدم، والطفح الجلدي، والتهاب المفاصل، ومشكلات الحساسية، والحساسية الموسمية، والأمراض الجلدية مثل الصدفية… لكن ماذا عن علاقتها بفيروس «كورونا» المستجدّ؟

لمزيدٍ من التفاصيل عن هذا الموضوع، تحدثت «الجمهورية» إلى اختصاصية التغذية ناتالي جابرايان، التي أوضحت أنّ «منظمة الصحّة العالمية (WHO) نشرت في 2 أيلول 2020 إرشادات لاختصاصيي الرعاية الصحّية متعلّقة باستخدام الستيرويدات لعلاج مرضى «كوفيد-19». وبغضّ النظر عن الأسماء التجارية أو جرعاتها، من المعلوم أنّ استخدام الكورتيزون يولّد أعراضاً جانبية كثيرة، ولعلّ أكثر ما يخشاه الناس هو اكتساب الوزن».

وبعد تقديمها المشورة للعديد من المرضى الذين اضطرّوا إلى الامتثال للعلاج بحبوب الكورتيزون عن طريق الفم، كشفت جابرايان أنّ «الشكوى الأكثر شيوعاً ارتبطت بزيادة الوزن، وقد بلغت نسبتها 70 في المئة من الحالات».

وشرحت أنّ «اكتساب كيلوغرمات إضافية يحدث نتيجة تغيرات تُصيب الجسم تتمثل تحديداً في زيادة الشهيّة، وارتفاع مستويات السكّر في الدم، واحتباس الملح والسوائل، وإعادة توزيع الدهون في البطن والوجه والعنق. ولهذه الأسباب يشدّد خبراء التغذية والأطباء على ضرورة تفادي السكّر والملح في النظام الغذائي. وحتى عند التحكّم في الوزن، سيبدو الشخص أسمَن من المُعتاد عند تناوله هذه العقاقير نتيجة إعادة توزيع الدهون».

وتابعت: «إنّ معدل الوزن المُكتسب يعتمد على جرعة الكورتيزون ومدة تناولها. فكلما ارتفعت كميتها وطال وقت استهلاكها، ارتفع احتمال زيادة الوزن. ولكنّ الخبر الجيّد أنه، وعندما يقرّر الطبيب وقف العلاج الستيرويدي ويقوم الجسم بإعادة تنظيم نفسه، ينخفض الوزن تدريجاً في غضون 6 أشهر إلى سنة».

وعرضت جابرايان مجموعة نصائح لمرضى «كوفيد-19» بهدف قمع زيادة الوزن عقب تعاطيهم علاجات الكورتيزون، أبرزها ما يلي:

– إختيار مأكولات منخفضة السعرات الحرارية ولكنها في الوقت ذاته تضمن الشبع، مثل الفاكهة والخضار الطازجة.

– الحصول على 6 وجبات غذائية صغيرة في اليوم بدلاً من 3 كبيرة.

– تفضيل الكربوهيدرات المعقدة المليئة بالألياف والتي تُهضم ببطء أكبر بدلاً من تلك المكرّرة. على سبيل المثال، معكرونة القمح الكامل، والأرزّ الأسمر بدلاً من الأبيض.

– إدخال مصدر للبروتينات إلى كل وجبة غذائية مثل اللحمة، والسمك، والدجاج، والجبنة، والبقوليات… أظهرت دراسة نُشرت في «American Journal of Clinical Nutrition» أنّ الأطباق التي تحتوي على 25 إلى 30 غ من البروتينات هي الأكثر فاعلية في كبح الشهيّة والسيطرة على الوزن.

– إحتساء كمية جيّدة من المياه لا تقلّ عن 7 إلى 8 أكواب في اليوم.

– تناول الأطعمة الغنيّة بالبوتاسيوم، مثل الموز والليمون والمشمش والبطاطا الحلوة والسبانخ المطبوخ، للمساعدة على توفير توازن السوائل في الجسم.

– الحذر من الملح الإضافي المخبّأ في منتجات كثيرة مثل غالبية المأكولات المعلّبة كالكاتشب، والشوربة الجاهزة، واللحوم المصنّعة…

– الاستمرار في الحركة، رغم أنّ ذلك قد يكون صعباً عند الشعور بالضعف والتعب، إلّا أنه يؤدي دوراً إيجابياً كبيراً.

وعلّقت جابرايان أخيراً: «باختصار، إنّ عقاقير الكورتيزون فعّالة كثيراً في علاج بعض الحالات الالتهابية. غير أنها قويّة وقادرة على إنتاج مجموعة آثار جانبية خطيرة وغير مرغوبة، بما فيها زيادة الوزن. والمطلوب عدم تناولها أو التوقف عنها من دون موافقة الطبيب على ذلك أولاً، والاستعانة بخبراء التغذية لتنظيم الأكل أثناء العلاج والانتصار على الجائحة بأقلّ أضرارٍ مُمكنة».