IMLebanon

ايران على تصلّبها “نوويًا” وعسكريًا… الكباش طويل الا اذا!

في موقف تصعيدي جديد في وجه الولايات المتحدة الاميركية التي تمد لها يد المفاوضات، أعلنت طهران امس رفضها مقترحا أوروبيا لعقد اجتماع غير رسمي مع دول “أربعة زائدا واحدا” بمشاركة الولايات المتحدة. وقالت الخارجية الإيرانية، إنه لم يطرأ أي تغيير على مواقف وسلوك الولايات المتحدة بشأن سياسة الضغوط القصوى التي بدأتها ادارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

اليوم، كررت الجمهورية الاسلامية موقفها هذا، معتبرة ان يتعين على الولايات المتحدة رفع العقوبات المفروضة على طهران أولاً إذا كانت تريد إجراء محادثات لإنقاذ الاتفاق النووي الموقع عام 2015 والذي انسحب منه ترامب. وقال سعيد خطيب زاده، المتحدث باسم وزارة الخارجية: يتعين على إدارة الرئيس جو بايدن تغيير سياسة الضغوط القصوى التي اتبعها ترامب تجاه طهران… إذا كانت تريد إجراء محادثات مع إيران، يتعين عليها أولاً رفع العقوبات. وأضاف أن إيران ستواصل العمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية رغم تقليص التعاون معها. وأردف “بالنظر إلى الإجراءات والتصريحات الأخيرة للولايات المتحدة وثلاث دول أوروبية، لا تعتبر إيران أن هذا هو الوقت المناسب لعقد اجتماع غير رسمي مع هذه الدول، وهو ما اقترحه منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي”.

في المقابل، قالت الولايات المتحدة إنها تشعر بخيبة أمل لأن إيران رفضت الاجتماع مع القوى الكبرى، لمناقشة سبل إحياء الاتفاق النووي، غير انها أشارت إلى أنها لا تزال مستعدة لإعادة الانخراط في عملية دبلوماسية هادفة في شأن هذه القضية، وفق ما قالت متحدثة بإسم البيت الأبيض، مضيفة “واشنطن ستتشاور مع شركائها في مجموعة 5 + 1، والأعضاء الأربعة الآخرين الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا، بالإضافة إلى ألمانيا حول الطريقة المثلى للمضي قدما.

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن هذا التشدد الدبلوماسي – السياسي، يترافق مع تصعيد عسكري على الارض. فالايرانيون عبر أذرعهم العسكرية المزروعة في المنطقة، ينشطون “أمنيا” من دون هوادة. في اليمن، يصوّب الحوثيون في شكل شبه يومي على السعودية ومطاراتها عبر المسيرات والصواريخ. اما في مضيق هرمز، فيتحرّكون ايضا معكّرين امن الملاحة التجارية ومعترضين سفنا تجارية. في العراق، استهداف الارتال العسكرية الاميركية يتزايد وقصف السفارة الاميركية في المنطقة الخضراء، ترتفع وتيرته ايضا. اما في السياسة، فإن عملية تأليف الحكومة في لبنان مثلا، لا تزال تتعثر، ويبدو ان التشكيل بات ورقة من اوراق ايران التفاوضية.

اما واشنطن، فلا تزال، حتى الساعة، تُحجم عن اي ردود فعل، وتكتفي بالاستنكارات، الا انها تتمسك بضرورة عودة ايران الى التقيد بالتزاماتها نوويا وبالتهدئة عسكريا وسياسيا في المنطقة، قبل الجلوس معها الى طاولة المفاوضات من جديد. وقد لوّحت بأن انفتاحها لن يستمر طويلا. اذ حذرت إدارة بايدن طهران من أن هذا الاقتراح لن يكون مطروحاً إلى ما لا نهاية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن “لصبرنا حدوداً”، مشدّداً على إمكانية العودة إلى فرض العقوبات.

شد الحبال اذا مستمر بين الطرفين، وايران تماما كما واشنطن، لا تبدوان مستعجلتين للعودة الى الحوار ان لم يكن سيفضي الى فرض شروطهما، عليه. وما لم يدخل في اللعبة، عامل كبير عسكري او اقتصادي، يدفع واحدا من المتخاصمين الى التراجع، فان هذا الكباش قد يستمر طويلا، تختم المصادر.