IMLebanon

حل سياسي دولي او داخلي خلال أيام.. وإلا انفجار شامل!

على وقع تحليق الدولار من جديد، مسجّلا أرقاما قياسية تلامس العشرة آلاف ليرة، رافعا معه اسعار السلع الاساسية كلّها التي يحتاجها المواطن، يسرع الانفجار الاجتماعي – المعيشي الشامل، الخطى، نحو لبنان، وقد عادت التحركات الاحتجاجية الى الشارع في الساعات الماضية. فاليوم، استفاقت طرابلس على قطع طرقات وحرق اطارات، احتجاجا على ارتفاع سعر صرف الدولار وتردي الاوضاع المعيشية.

وبحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، الخشية كبيرة من ان تتوسّع موجة الاحتجاجات في قابل الايام، سيما وان الاداء السياسي يعطي هذه الانتفاضة كل المبررات للاشتعال من جديد، حيث يكتفي اهل الحكم بالتفرج على انهيار كل شيء من دون ان يبادروا الى اي خطوة انقاذية.

في الكهرباء، العتمة باتت على الابواب. وقد  أكّدت مصادر مطّلعة لـ “المركزية” امس صحّة المعلومات المتداولة حول قرار شركة “كارادينيز” التركية بالتوجّه إلى الانسحاب من السوق اللبناني، أي توقف باخرتيها “فاطمة غول” و”اورهان باي” الموجودتين على شواطئ الزوق والجية عن العمل. وأوضحت أن “الموضوع جدّي وصحيح وستصل رسائل رسمية خلال أيام من الإدارة المركزية لـ “كارادينيز” في تركيا إلى الرؤساء ووزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال، وسيتم ابلاغ المسؤولين في لبنان بالقرار قبل الحديث عن التفاصيل للرأي العام… اما تسعيرة المولدات، فستشهد على ما يبدو، ارتفاعا.

المحروقات ايضا، سعرُها يرتفع عالميا، وفي الداخل، ساعة رفع الدعم عنها تقترب، وهي لم تعد بعيدة مع بلوغ احتياطيات “المركزي” الخطوط الحمر واقترابها من النضوب. الخبز من جهته، غير مستثنى من هذه الاجراءات القاتلة، ففي قابل الايام سيرتفع سعر الربطة او سيشهد وزنها تراجعا. اما الدواء، فأسعاره ايضا ستحلّق بعد ان يتم رفع الدعم عنه، فيما كلفة التأمين على كل شيء، من الصحة الى السيارات والممتلكات، ستتبدل لتنتقل من الـ1500، الى سعر صرف المنصة اي 3900 ليرة.

وليكتمل المشهد، التهريب يزدهر ويقوى عبر الحدود اللبنانية – السورية. وكل السلع المدعومة بـ”اللحم الحي” من قبل “المركزي”، تخرج الى الشام عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية، من دون وازع او رقيب.

في المقابل، ويبنما يعتبر تأليف الحكومة المدخل الى الانقاذ ووقف الانفجار الوشيك، اهل المنظومة، يقاطعون بعضهم بعضا، ويتقاذفون تهم العرقلة والتبعية للخارج وتجاوز الصلاحيات والتعدي على الحقوق ومحاولات التهميش. وهم يتلهّون بتحسين شروطهم وحصصهم والاحجام في الحكومة العتيدة. الفريق الرئاسي ينتظر زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى بعبدا ويذكّره بأن التأليف يحصل في بيروت، بينما التيار الأزرق يجول على القيادات الروحية، مبرّئا ذمته من اي افتئات على الحقوق، وشارحا اهداف زيارات الحريري الخارجية، بينما حزب الله، يقف في الوسط، لا يبادر ولا يطرح حلولا او مخارج، والدولُ الكبرى فرملت اندفاعتها بعد ان يئست من المناكفات السياسية اللبنانية ومن “رعونة” المسؤولين الذين يتناحرون على قيادة قارب يغرق! وبحسب المصادر، السباق محموم بين الكارثة الاجتماعية والحل السياسي، فاذا لم يأت الاخير، خلال ايام قليلة، عبر مؤتمر دولي او تسوية داخلية، فإن البلاد ستشهد انفجارا خطيرا لم تعرفه منذ عقود.