IMLebanon

شخصيات لبنانية تتحرك في دوائر القرار الأميركية!

ليست حركة بكركي التحريرية ولا نداء بطريركها التاريخي منعزلين في المكان والزمان عما يدور في لبنان وخارجه من تحركات تتلاقى في التطلعات والاهداف على ضرورة انقاذ الوطن قبل السقطة الاخيرة المدوية الكفيلة اذا ما حصلت، لا سمح الله، ان تزيله عن الخريطة الدولية بحسب ما حذر مسؤولون دوليون لا سيما وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان في موقفه الشهير منذ اشهر. وليست الحشود المؤلفة التي أمّت الصرح البطريركي السبت وحدها المؤيدة لتحرير لبنان من الهيمنة الخارجية وعقد مؤتمر دولي يعيده الى سكة الدول الطبيعية بعدما امعن فيه المسؤولون السياسيون فسادا واستزلاما متسببين بانهياره. ثمة الكثير من اللبنانيين ممن حالت ظروف معروفة دون مشاركتهم، يدعمون خيارات بكركي ويرون فيها خشبة الخلاص الاخيرة بعدما سقطت كل المبادرات المحلية والخارجية ولم يعد لها من مكان في قاموس الحل اللبناني، كما ان غيرهم ممن قذفتهم ارتكابات المنظومة الحاكمة الى دول العالم بحثا عن لقمة عيش ندُرت في بلدهم قرروا الدعم عن بعد، ووضع طاقاتهم وعلاقاتهم لخدمة هذا الغرض.

وكشفت أوساط سياسية مطلعة لـ”المركزية” عن “حركة” تجري في عواصم القرار، لاسيما واشنطن باريس موسكو ومصر في شأن ازمة لبنان سعيا لانقاذه، تتقاطع مع اتصالات تجريها شخصيات اغترابية في الولايات المتحدة الاميركية معروفة بقربها من مراكز القرار، بعدد من اعضاء الكونغرس تشرح الوضع الخطير الذي بلغه لبنان والخوف من ان يتحول الى فنيزويلا الشرق الاوسط في وقت غير بعيد، اذا ما استمر التدهور بفعل الاداء السياسي الذي حرف البلاد عن مسارها وموقعها التاريخي.

تتوزع اقتراحات الحلول التي يعرضها هؤلاء من ضمن عملهم الاغترابي المنسق بين  دول الاغتراب على محاور عدة، بحسب ما توضح الاوساط، منها المطالبة برعاية دولية لمساعدة لبنان على النهوض وعلى تطبيق الشرعية المحلية (الدستور) والشرعية الاقليمية(الطائف) والشرعية الدولية (قرارات مجلس الامن)، فاللبنانيون لم يطبقوا  الشرعيات الثلاث كونهم غير متفقين حولها اساساً، لا بل يختلفون على تفسيرها ما ادى الى عدم الالتزام بها لان رأيهم ليس  موحداً ازاءها . وتبعا لذلك، تطالب الشخصيات المُشار اليها ادارة بايدن بعدم التساهل مع ايران التي تصادر ورقة لبنان عبر حزب الله المسيطر على الدولة برمتها، لتستخدمها في المفاوضات النووية، وبالتشدد الى الحد الاقصى لكبح جماحها ووضع حد لنفوذها المتمدد في لبنان وآخر تجلياته الصواريخ  الدقيقة التي زودت بها الحزب من ضمن ترسانة سلاحه الضخمة، بحجة مواجهة اسرائيل وخلق حال توازن رعب معها من لبنان، بما يهدد السلم الاقليمي. هذه النقطة بحسب الاوساط، تقلق واشنطن وادارة بايدن الساعية الى ارساء السلام في المنطقة من خلال تسوية شاملة تضع حدا للنزاع المزمن بين اسرائيل والعرب، ويمكن ان تشكل ورقة في يد اللبنانيين السياديين الساعين الى انتشاله من براثن ايران وسياسة المحاور التي اُلحق بها عنوة. فمن يحرر لبنان هو جيشه واجهزته الامنية لا الحزب المسلح العامل لاهداف الجمهورية الاسلامية، خصوصا ان واشنطن تدرك جيدا هذا الواقع وتسعى لتدعيمه من خلال برنامج المساعدات العسكرية للمؤسسة العسكرية.

وتكشف الاوساط في السياق عن زيارة سيقوم بها قائد القيادة الوسطى العسكرية الاميركية الجنرال كينيت ماكنزي الى بيروت خلال الشهر الجاري، في اطار الزيارات الدورية للبنان تأكيدا لاستمرار دعم الجيش، موضحة ان الضربة الاميركية الاخيرة في سوريا رسالة واضحة الى من يعنيهم الامر مفادها “ان تغيير الادارة لن يغير قرار الرد بقوة على كل من يتعرض لمصالح  واشنطن في المنطقة واي سعي لضرب استقرارها”.