IMLebanon

الحريري يفتح النار على الضاحية!

كأن الدولار لم يتخط العشرة الاف ليرة وكأن البلاد لم تعرف منذ ساعات قليلة، لا اكثر، نسخة متجددة من “ليل” 17 تشرين، فتقطّعت أوصالها من الشمال الى الجنوب مرورا بالبقاع والعاصمة، في حركة شعبية احتجاجية غاضبة، ولفّ دخان الاطارات المشتعلة سماءها، وكأن كل ذلك لم يحصل، يستمر التعثر السياسي – الحكومي، لا بل يشتد.

فاليوم، زاد بيت الوسط، للمرة الاولى، “الضاحيةَ”، الى بنك “أهدافه”، ملحقا اياها بجبهة بعبدا – بيت الوسط، التي كان “التصعيد” يقتصر عليها هي فقط منذ أشهر. هذا التطور، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، لا يبشّر بالخير، بل ينبئ بمرحلة تعقيد اضافي ستشهدها عملية التشكيل، خاصة وان الحريري كان حرص منذ تكليفه على “تحييد” حزب الله عن القنص، وعلى تحميل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل فقط، مسؤولية العرقلة الحاصلة.

هذا الواقع تبدّل اليوم. ففي اعقاب معلومات نفاها مكتب الحريري مفادها ان “رئيس الجمهورية ابلغ اللواء عباس ابراهيم انه سيكتفي بتسمية خمسة وزراء اضافة الى وزير الطاشناق في حكومة من 18 وزيرا، واصر في المقابل على ان يحصل على حقيبة الداخلية، على ان يمتنع النائب جبران باسيل عن منح الحكومة الثقة، وان المفاجأة كانت ان الرئيس الحريري رفض اقتراح عون”، وعلى اثر موقف اطلقه امس نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يلمّح فيه الى ان الحريري ينتظر ضوءا اخضر سعوديا للتأليف… فتح الحريري النارمباشرة اليوم على الضاحية، فقال في بيان اصدره مكتبه الاعلامي: إن الرئيس الحريري، وعلى عكس حزب الله المنتظر دائما قراره من ايران، لا ينتظر رضى اي طرف خارجي لتشكيل الحكومة، لا السعودية ولا غيرها، إنما ينتظر موافقة الرئيس عون على تشكيلة حكومة الاختصاصيين، مع التعديلات التي اقترحها الرئيس الحريري علنا، في خطابه المنقول مباشرة على الهواء في 14 شباط الفائت، وليس عبر تسريبات صحافية ملغومة كما يبدو الحال اليوم. واضاف: إن تطابق هذا التفسير الذي تسوقه صحيفة الاخبار، لرفض مزعوم من الرئيس الحريري مع كلام  الشيخ قاسم في حديثه التلفزيوني امس، ووروده في صحيفة الاخبار تحديدا اليوم، يعزز الشعور ان الحزب من بين الاطراف المشاركة في محاولة رمي كرة المسؤولية على الرئيس الحريري، لا بل يناور لاطالة مدة الفراغ الحكومي بانتظار أن تبدأ ايران تفاوضها مع الادارة الاميركية الجديدة، ممسكة باستقرار لبنان كورقة من اوراق هذا التفاوض.

فهل انتقل الحزب – اثر التطورات الاقليمية التي سُجلت في الايام الماضية، مع تشدد واشنطن تجاه الرياض بعد التقرير الاميركي الذي كشف النقاب عنه في عملية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في مقابل مدّ الرئيس جو بايدن يده لايران للتفاوض – هل قرر الحزب الانتقال قلبا وقالبا، وبوضوح، الى خندق حليفه الرئاسي – البرتقالي، فيكبّلان الحريري أكثر ويضغطان عليه لجرّه الى تشكيل الحكومة التي تتناسب وتبدّل موازين القوى في المنطقة؟ على ما يبدو، توجّه 8 آذار يذهب في هذا الاتجاه، وهذا يعني ان لبنان باق في المراوحة السلبية القاتلة وفي الفراغ الحكومي لمرحلة طويلة، يصعب التكهّن في مدّتها، سيكون الشعب اللبناني أكبر ضحاياها، تختم المصادر.

 

*** للاطلاع على ما ورد في بيان الحريري اضغط هنا