IMLebanon

“لوين واصلين”.. التحركات في طرابلس مستمرّة تصاعدياً

كتب أنطوان عامرية في “الجمهورية”:

يحاول ثوار طرابلس الضغط مجدداً عبر التظاهر امام منازل النواب، ويشاركون بفعالية في إحتجاجات الذوق والدورة وساحة الشهداء، مشدّدين على أنّ شعار الثورة «كلن يعني كلن». ويعيدون الهتافات الى شوارع مدينة طرابلس والتي تشهد يومياً تحركات للثوار، تبدأ بقطع الاوتوستراد عند جسر البالما واوتوستراد البداوي عند محطة الاكومي، مروراً بحرق الاطارات ومستوعبات النفايات أمام منازل النواب والوزير طلال حواط، وفي الاسواق الداخلية، ولا سيما منها سوق القمح، حيث عمد بعض التجار الى إفراغ الحبوب المدعومة في اكياس كبيرة لإعادة بيعها في السوق السوداء، غير عابئين بوجع الناس وحال الفقر الذي تخطّى نسبة 70 في المئة في مدينة العلم والعلماء، وقد أنذروا اصحاب المحلات مهدّدين بالتصدّي لهم بمختلف الوسائل.

بعد ظهر أمس، نفّذت مجموعة «الثورة أنثى» وهيئات المجتمع المدني وقفة احتجاجية تحت شعار «لوين واصلين… نزلوا على الشارع» أمام دوار النيني، رفعوا خلالها اليافطات المندّدة بالسياسيين وبسلطة الفساد، فضلاً عن الأعلام اللبنانية، وعلى وقع الأناشيد الوطنية طالب الثوار من ركاب السيارات المارة النزول لمشاركتهم في الاعتصام، بعدما تخطّى سعر الدولار عتبة الـ10 آلاف ليرة.

الوقفة الاحتجاجية عند مستديرة النيني، والتي تمّ خلالها قطع تفرعات المستديرة، استمرت لأكثر من ساعتين، وسط مواكبة أمنية مشدّدة من عناصر الجيش اللبناني.

وقد اكّد الثوار أنّ التحركات ستستمر وتتصاعد، لأنّه لم يعد هناك أي بارقة أمل وكل الحلول معدومة في الوقت الراهن.

الناشط طلال كبارة قال لـ «الجمهورية: «سنبقى في الشارع الى حين إدراك السلطة الحالية حقيقة معاناة الشعب الجوعان، الدولار تخطّى عتبة الـ10 آلاف ليرة، المواطن يتقاتل على كيس الحليب، حتى الساعة ولا شيء يتحقق، نريد اسقاطهم من رأس الهرم، بل وإدخالهم الى السجون لكي يتسنى لنا العيش في سلام. فمؤلم جداً ما وصلنا اليه اليوم».

نقيبة موظفي المصارف السابقة مهى المقدم تحدّثت عن الشعار الذي تمّت بواسطته الدعوة للنزول الى الشارع، فقالت: «لوين واصلين» لا نعرف لكننا سنكمل مسيرتنا والثورة ستستمر بعدد قليل أو كثير، لا يهمّ، المهم أن يكون هناك ناس في الشارع، لا يمكننا التوقع بل نعيش كل يوم بيومه».

أما الثائر مصطفى فقال: «اذا ما بقينا على ما نحن عليه اليوم فإننا حتماً نسير نحو المجهول في ظلّ غطرسة السلطة السياسية الفاسدة، وجودهم على الكراسي أمر صعب جداً، ونحن لا نعرف لماذا سكوت الناس عن حقوقهم، البعض لم يعد ينزل بسبب أعمال الشغب، والتي أحدثتها طوابير لا نعرف من اين تأتي، ربما من أحزاب السلطة، ونحن نسعى الى اعادة هيكلة أنفسنا وإعادة احياء الثورة».

المواطنة هالة قالت: «نحن لم نترك الشارع وسنستمر الى حين اسقاط السلطة الفاسدة وتعود الحياة للبلد. طبعاً سنستمر حتى الغاء الظلم ومعرفة حقيقة من فجّر مرفأ بيروت، فضلاً على كل الحقائق».

من جهته الكابتن زكريا قال لـ «الجمهورية»: «الوسيلة الوحيدة أمامنا الضغط في الشارع. فما حصل في ثورة 17 تشرين كانت نتائجه جيدة، وان لم يكن هو المطلوب، لكن سنستمر لإسقاط كل السلطة الفاسدة والتي لا تضمر الخير للبلد، الكل يريد مصالحه الشخصية. هناك شباب عاطل من العمل بالرغم من علمه وثقافته. لذا علينا اخراج هذا الطقم الفاسد للإفساح بالمجال أمام شبابنا. ونحن خلال سنوات قليلة جداً سنعيد لبلدنا ألقه وتطوره».

الناشطة باسكال سمّان اكّدت لـ»الجمهورية»: «وصلنا للخراب والدمار. ولقد رأينا النزاع على كيس الحليب. فاذا لم ينزل الناس الى الشارع بعد هذا الأمر، فمن المعيب جداً علينا».

واضافت: «من يقف في الشارع للمطالبة بلقمة عيشه يُصنّف ارهابياً، في حين أنّ من يقتل المئات من المواطنين يبقى بلا محاسبة، ما نتعرّض له من اذلال في سبيل تأمين لقمة العيش لم يعد مقبولاً وهو مصيبة كبرى».

نور الهدى غريب قالت لـ»الجمهورية»: «هدفنا واحد منذ انطلاقة ثورتنا، العيش بكرامة واسقاط السلطة الفاسدة التي أودت بحياتنا الى الهاوية أو «جهنم» كما وعدنا رئيس الجمهورية. كنا نناشد السلطة والآن نناشد المواطن النزول الى الشارع لإنقاذ نفسه من الجوع المحتم، لم يعد بإمكاننا تحمّل المزيد».