IMLebanon

هل يستمرّ ربط التأليف بالنووي؟

يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بروكسل، من الاثنين إلى الخميس، للمشاركة في اجتماع حلف شمال الأطلسي “ناتو” ولقاء مسؤولين كبار في الاتحاد الأوروبي، وفق ما أعلنت الخارجية الأميركية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، في بيان، إن الغرض من اللقاءات “إعادة تأكيد التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها وشركائها الأوروبيين، في ما يتعلق بأهدافهم المشتركة”.   وسيشارك بلينكن في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي يومي 23 و24 آذار، كما سيلتقي رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، ووزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل. وأوضح نيد برايس أن بلينكن سيتطرق خلال اجتماع “ناتو” إلى “مخاوفه حيال الصين وروسيا والتغيّر المناخي والأمن الإلكتروني ومكافحة الإرهاب والأمن الطاقيّ”، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. أما لقاءاته مع كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي فستتناول أساساً جائحة “كوفيد – 19″ والتعافي الاقتصادي و”تعزيز الديمقراطية”.

بعد لقائه افتراضياً مع نظيريه الكندي والمكسيكي، وزيارة اليابان وكوريا الجنوبية، يواصل وزير الخارجية الأميركي جولته بين حلفاء الولايات المتحدة والحرص على ترجمة التزامات الرئيس جو بايدن إلى أفعال تعزز الروابط التي وهنت خلال حكم دونالد ترمب.

هذه الجولة، تؤشّر بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” الى القضايا والملفات التي تحتل الاولوية على جدول اعمال واشنطن بإدارتها الجديدة. فحتى الساعة، ملفات الشرق الاوسط ليست حاضرة على القائمة هذه، الا من زاوية البرنامج النووي الايراني… وحتى على هذا الصعيد، فإن سياسة التأني والتروّي، معتمدة اميركيا. واشنطن تمدّ اليد لايران بحذر، الا انها غير مستعجلة العودة الى طاولة المفاوضات معها. هي قامت بعدد من الخطوات الايجابية تجاهها، وأظهرت لها حسن نية، أكان عبر ازالة صفة الارهاب عن منظمة الحوثيين المدعومة ايرانيا في اليمن،  او عبر تفويض الاوروبيين عقد لقاء لمجموعة 5+1 يشارك فيه الاميركيون والايرانيون.

غير ان المبادرتين، قوبلتا بتصلّب ايراني، فرفضت طهران العرض الاخير، وردّت على تبييض صفحة الحوثيين بتكثيف هؤلاء وتيرة قصفهم لاهداف في السعودية، بينما تتعرض السفارة الاميركية وارتال قوات التحالف في العراق ايضا، لاستهدافات اسبوعية… إزاء هذا الواقع، عاد البيت الابيض الى فرملة اندفاعته “التصالحية”، محذرا من ان للصبر الاميركي حدودا.

يمكن القول اذا ان الولايات المتحدة وضعت طبخة الاتفاق على النار، الا انها في انتظار نضوجها، تنكب على اعادة النظر في مسائل كثيرة اخرى، تحظى بالاولوية لديها، اكان على الصعيد المحلي، حيث تركز على مكافحة كورونا واعادة انعاش اقتصادها من الكبوة التي اصابتها جراء الوباء، او على الصعيد الخارجي، حيث تريد ترميم العلاقات التي تصدعت سابقا مع الاوروبيين وتفعيلها في المجالات كافة، وترصد ما يجري في شبه الجزيرة الكورية، وتتحرّك بقوة ايضا لردع ومعاقبة كل من ينتهك حقوق الانسان، حليفا كان ام عدوا.

في ضوء هذه المعطيات كلّها، يتبين ان الملفات العربية ومنها لبنان ليست من اولويات ادارة بايدن غير المستعجل “التسوية” مع ايران. وعليه، فإن ربط تشكيل الحكومة الانقاذية بمسار “النووي” سيجرّ الويلات على اللبنانيين، تختم المصادر.