IMLebanon

حكومة المرشد الأعلى! (بقلم رولا حداد)

بعد أكثر من 7 أشهر على استقالة حكومة الرئيس حسان دياب وإطلاق المبادرة الفرنسية، أطل علينا “المرشد الأعلى لبقايا الجمهورية اللبنانية”، الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ليغيّر كل المعادلات إنطلاقاً من المصالح الإيرانية العليا لا غير!

هكذا، وبسحر ساحر، أسقط نصرالله التوافق الداخلي- الخارجي على مبدأ حكومة الاختصاصيين ليعلن أنها غير مفيدة وأن المطلوب حكومة تكنوسياسية لمواجهة المرحلة المقبلة، وكأن لبنان لم يجرّب كل الحكومات السياسية والتكنوسياسية في السابق، وكلها أوصلتنا إلى الحضيض.

ولكن لنكن أدقّ، فالمشكلة لم تكن يوماً من الحكومات بحد ذاتها، بل من عدم قدرة هذه الحكومات على أن تحكم سواء في ظل الاحتلال السوري، أو في ظل الهيمنة الإيرانية عبر سلاح “حزب الله”.

ولكن مهلاً يا سيد، أنت أعلنت عن صيغة الحكومة التي تريدها، فهل بالإمكان أن تعلن أيضاً عن مضمون برنامجها أيضاً؟

ماذا تريد أن تضمّن بيانها الوزاري؟ ماذا عن سياستها الخارجية تجاه الدول العربية؟ وهل تريد منها الاستمرار في استعداء دول الخليج العربي وفي مقدمها المملكة العربية السعودية إرضاءً لإيران والحوثيين؟ وهل تريد الاستمرار في معاداة الغرب وسياسات عزل لبنان عن محيطه وأصدقائه؟

وماذا عن سياستها الدفاعية؟ هل تريد الاستمرار في في الثلاثية البغيضة بعنوان “جيش وشعب ومقاومة” التي ترفضها أكثرية اللبنانيين والتي أنهكت كل مقومات السيادة اللبنانية؟

وماذا أيضاً عن المقاربات المالية والاقتصادية المطلوبة منها؟ هل تصرّ على التوجّه شرقاً؟ وهل تستطيع أن تقنع الصين بالاستثمار في لبنان بعدما هجرت الشركات الصينية ملهمتك إيران؟ وماذا عن ملف التهريب عبر الحدود وعبر المعابر الشرعية وغير الشرعية؟ وهل تقبل بضبط الحدود كلياً ومن التهريب من وإلى سوريا؟ أم أنك كالعادة ستقف بوجه أي محاولات لضبط الحدود ووقف التهريب الحدودي وعبر المرفا والمطار كي لا تُمسّ عائدات الحزب؟

ما هو مشروع الحكومة الذي تريده لجذب السياح وإعادة تفعيل القطاع السياحي؟ هل بمزيد من الاستثمار في السلاح وتهديم أسس الاستقرار وتحويل طريق مطار رفيق الحريري في بيروت أشبه بمطار الخميني في إيران وفتح الجنوب لقيادات الميليشيات الشيعية وعدم التوقف عن تهديد دول الخليج وشتم ملوكها وأمرائها؟

أي حكومة تريد يا سيد ولتحقيق أي مهمة او برنامج؟

هل تريد حكومة تشكل غطاء سلاحك، وتقوم بأدوار بوليسية في الداخل لقمع اللبنانيين الثائرين المنتفضين على سلاحك وعلى الأوضاع المزرية التي وصلوا إليها بسبب عملك على تقويض الدولة وعلى حماية الفساد والفاسدين؟

لا ينفع تشكيل أي حكومة يا سيد بظل سلاحك الذي يقوّض سيادة الدولة وقدرتها على فرض تطبيق القوانين على كامل مساحة لبنان، وعلى حماية حدودنا وضبطها وإطلاق يد الجيش والقوى الأمنية. ولن ينفع تشكيل أي حكومة في ظل شروطك ورفضك لوسيلة الإنقاذ الوحيدة عبر صندوق النقد الدولي بكل مندرجاته الإصلاحية والتنفيذية.

وحتماً يا سيد لن ينفع تشكيل أي حكومة جديدة لا تلتزم بالدستور ولا قدرة لها على اتخاذ القرارات وتنفيذها طالما أنت تهدد بسلاحك وإجراءاتك الآحادية وتنصّب نفسك “مرشداً أعلى” في جمهورية يُفترض أن نظامها ديمقراطي برلماني!