IMLebanon

القطاع المطعمي بلا عشاء… والتصدير ماشي

كتبت ايفا ابي حيدر في “الجمهورية”:

بعدما كان القطاع المطعمي جاذباً للعلامات التجارية العالمية بات لبنان اليوم مُصدِّراً لعلامات تجارية تلقى رواجا وإقبالا في الدول العربية والخليجية وحتى الأوروبية، ويسجل القطاع المطعمي اللبناني حركة تصدير ناشطة لا سيما تجاه مصر والامارات. وقد دفعت الأزمة المالية وتدهور الأوضاع اصحاب العلامات التجارية الى بيع الفرانشايز اللبناني بأسعار منخفضة نسبة الى ما كانت عليه سابقاً، بعدما بات ما يؤمّنه التصدير من fresh dollar السبيل الوحيد للصمود.

تعيد المطاعم فتح أبوابها اليوم بعد إقفال قسري امتدّ منذ مطلع العام، لكن تحديد الساعة السابعة مساء كحد أقصى للفتح يُعدّ تحدياً آخر في درب هذا القطاع الذي يعتمد خصوصا على وجبة العشاء.

وفي السياق، وصف رئيس جمعية تراخيص الامتياز يحيى قصعة شروط إعادة فتح القطاع المطعمي المقرّرة اليوم بالقاسية جداً «لكن ما علينا سوى الصمود والاستمرار لأننا نتفهّم الظروف التي فرضها وباء كورونا». وقال: «بما انّ المرحلة الأولى من إعادة فتح القطاع لن تتيح تقديم وجبة العشاء التي تعتبر الأهم في هذا القطاع، لذا فإنّ بعض المطاعم لا سيما الصغيرة منها قد تتريّت بإعادة الفتح لأنّ الكلفة التشغيلية في هذه الحالة ستكون مرتفعة جدا. أما المطاعم التي تعتمد نظام المطبخ المركزي لتوزيع الوجبات من خلاله على الفروع كافة فستعيد الفتح، وهي في غالبيتها مطاعم لديها تراخيص امتياز (فرانشايز) وتعتمد بشكل أساسي على خدمة التوصيل».

أضاف: «صحيح انّ القطاعات تعود تدريجاً الى العمل لكننا نخشى من إعادة الاقفال مجددا، لا سيما انّ أرقام الاصابات لا يزال مرتفعاً ولا حلول جذرية لمواجهة هذه الأزمة، الا انه أكد ان التدابير الوقائية الموضوعة للقطاع آمنة جداً شرط الالتزام التام بتطبيقها».

ورأى قصعة انّ المشكلة الأساسية تتمثل في البطء في التطعيم والتأخّر في السماح للقطاع الخاص باستيراد اللقاح، موضحاً «للأسف نحن لا نزال في مراحل التطعيم الاولى، وستنعكس تداعيات هذا التأخر سلباً على الاقتصاد فنحن فعليّاً خسرنا على الاقل 6 اشهر إنتاج ونعيد فتح القطاعات مع الخشية من إعادة الاقفال الكلي مجدداً».

المراكز التجارية

أما بالنسبة الى أوضاع المولات والعلامات التجارية التي لا تزال صامدة في لبنان، فقال قصعة: انّ الحركة ككل بطيئة وغير مشجعة نتيجة الأزمة المتشعبة التي يمر بها لبنان، وكلنا يعلم انّ السوق اليوم تميل نحو سلع سريعة الاستهلاك (fast moving consumer good FMCG). لذا، هناك خشية وخوف كبيرين على هذا القطاع بأكمله، فنحن لطالما تميّزنا بالابداع وقدرتنا على خلق العلامات التجارية وادخالها الى الأسواق اللبنانية وتصديرها الى الدول، لكن للأسف بدأنا نخسر هذه الميزة وكلما طالت الأزمة كلما كانت خسارتنا اكبر. فاللبناني اليوم يعيش وضعا صعبا لا يشبهه مطلقاً ولا يحاكي طموحاته وتطلعاته، ونحن نخشى انه لن يستطيع ان يصمد كثيراً على هذا النحو، لذا نرى ان الغالبية اختارت الهجرة.

وعن انسحابات جديدة لعلامات تجارية مستوردة، قال قصعة: لا شيء جديداً بعد الانسحابات المسجلة في العام 2020 والتي وصلت الى حوالى 47 علامة تجارية، ربما أضيفت اليها 2 او كحد اقصى 3، لكن الخسارة الأكبر هي للطاقات اللبنانية المتخصصة في هذا المجال التي تهاجر ايضا، لافتاً الى انّ تداعيات هذه الخطوة كبيرة وستتكشّف تباعاً في الفترات المقبلة.

أضاف: صحيح انّ اللبناني اعتاد التحديات ويتميّز بقدرته على مواجهتها أيّاً كان نوعها، إنما هذه المرة الخسارة أكبر، فنحن نتحدث عن خسارة مكونات سلسلة التوريد supply chain وتعويضها صعب جدا.

تصدير لبناني

من جهة أخرى، كشف قصعة عن حركة ناشطة تتعلق بتصدير العلامات التجارية اللبنانية لا سيما في قطاع المطاعم، وتتركز هذه الحركة خصوصاً تجاه مصر والامارات التي زاد التصدير اليها، والمشجّع ان اسواقها لا تزال قادرة على استيعاب هذا النوع من الاستثمارات.

أضاف: صحيح انّ قيمة عقود العلامات التجارية اللبنانية تراجعت مقارنة مع ما كان عليه في السابق، لكن الأوضاع في لبنان باتت تفرض مرونة في التعامل، فالتصدير اليوم بات المتنفس الوحيد في قطاع الاعمال كونه قادراً على تأمين الأموال الطازجة fresh dollar الأساسية من اجل الصمود والاستمرار.

واكد قصعة انه رغم سوداوية المشهد وخسارة لبنان لطاقات شبابية واعدة لم تجد فرصتها في لبنان، نفتخر بنجاحاتها وتميّزها وإبداعها في الخارج. على سبيل المثال، انّ مفهوم cloud kitchen الذي يلقى رواجاً اليوم في الامارات يعود للبنانيين، وهو عبارة عن مطبخ مركزي واحد يقوم بإعداد الوجبات لأكثر من علامة تجارية مطعمية ليس لديها صالات لاستقبال الزبائن، وتُباع هذه الوجبات عبر منصات إلكترونية معتمدة على خدمة التوصيل. ولفت الى انّ عدداً من المطاعم اللبنانية بات يستعمل هذا المفهوم ويحصل منه على نسبة مئوية من البيع ما يمكّنه من الحصول على فريش دولار، وهذا ما يساعده على الصمود في لبنان.

وقال: بعد نجاح هذا المفهوم في الامارات ها هو ينتقل اليوم الى السعودية وانكلترا…