IMLebanon

هل بلغت الثورة خط النهاية؟

من سيئ إلى أسوأ يتراجع الوضع على كافة الصعد، اقتصادياً، اجتماعياً، أمنياً… فالشعب بات عاجزاً عن الاستمرار وهو يعاين قدرته المعيشية والشرائية تتهاوى مع كل ارتفاع لسعر صرف الدولار الذي لا يجد من يفرمل مكابحه. حتّى “قوت الفقير” فقد تسميته، مع تحليق سعر ربطة الخبز الابيض في اتجاه الـ 3000 ل.ل، والقمحة الى 4000 في حين أن الطبقة الفقيرة الآخذة رقعتها في الاتساع كانت عاجزة عن شرائها بـ 1000 ليرة.

وسط هذه الكارثة، تستمر الخلافات السياسية بين أركان السلطة من دون ان يكترثوا  لوجع الشعب وانينه كونهم يعتبرونه نكرة وفق ما تدل المعطيات الحسية، قافزين فوق “التوبيخ” الدولي شبه اليومي والتحذير من الانفجار. اما الوزراء فيكتفون بتوصيف الواقع والتبشير بالخراب: استمرار تدهور العملة، انكشاف البلد أمنياً، انقطاع الكهرباء والعتمة الشاملة، تخطي سعر صفيحة البنزين المئتي الف ليرة… والويل والثبور ان تم رفع الدعم وهو آت.

ازاء العقم السياسي وانعدام الامل بالحل ، لم يبق امام اللبناني الا الثورة للهروب من درب جهنّم المحتّم، بيد ان الخيار هذا تواجهه عقبات كثيرة، ابرزها ان المشاركة في الاحتجاجات خجولة جدا.

مجموعات الثورة على حقّ، حين تقول أن الشعب لا يلبيها، لكن الشعب يأخذ عليها عدم انجاز مشروع موحّد او خريطة طريق انقاذية تقود الى بر الامان، فأين المخرج من عمق زجاجة الازمة القاتلة؟

العميد المتقاعد جورج نادر أوضح لـ “المركزية” أن “اللبنانيين لا يتجاوبون للأسف، رغم أن أفق الحلول مغلق. التواصل مستمر بين كلّ المجموعات للبحث في الخطوات الممكن تنفيذها ونحاول أن نجتمع تحت عناوين مشتركة. المفتاح لكلّ حلّ في الثورة جمع مكوّناتها، والمفتاح لكلّ حلّ سابق هو الانتخابات النيابية، بالتالي ما لم تحقق النقطة الأولى لن نصل إلى الهدف الثاني ولا إلى أي نتيجة”.

وأضاف “لن نصل إلى التغيير سوى عن طريق الانتخابات ليس بالقوّة أو بالعنف لأنهما يقودان إلى طريق مسدود. الوسائل للتخلّص من أركان السلطة متعددة ولا نريد سلوك الطريق الدموي بل السلمي، إلا أن الناس لا تتجاوب بالشكل المطلوب، يجب أن نعرف ما الذي تريده لمعرفة ما يمكن تقديمه، وثمة ازمة تواجهنا في السياق”.

ورأى أن “ربما السبب اليأس والاحباط والغضب وليس الاستسلام. لكن كلّ ذلك مفترض أن يترجم بعمل ميداني على الأرض كي نصل إلى نتيجة. كذلك، محظوران يعيقان الاحتجاجات: كورونا واحزاب السلطة التي تستغلّ الثورة وتقطع الطريق وتقوم بأعمال شغب وتخريب. ما يجعل بعض المواطنين يترددون في النزول إلى الشارع خوفاً من “قطف” أحد الأحزاب للتحرّك. بالتالي أسباب مجتمعة تؤثّر على الحركة في الشارع”.

ووصف نادر ما يحدث بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري بـ “شدّ العصب المذهبي للجهتين عبر المدافعة عن صلاحيات كلّ موقع، انطلاقاً من المذهب والتموضع النهائي لهما، العهد في محور الممانعة الإيراني ومن جهة أخرى الحريري يقول أنه متمسّك بالمبادرة الفرنسية ويسير بها حتى النهاية من دون أن يكون ضدّ المحوّر الآخر 100%، أي هناك فرز سياسي للمحاور بالإضافة إلى شدّ العصب المذهبي بين الفريقين”.

ولفت إلى أن “الحريري غير مستقلّ  ولا يمكنه تشكيل حكومة من المستقلين، ولائحة أسماء الوزراء سميت من أحزاب السلطة. يجب أن يكون رئيس الحكومة مستقلّا لتنفيذ المبادرة الفرنسية إذا كانت صادقة”، مؤكّداً “رفض تشكيل حكومة بأي ثمن ما لم تكن مستقلّة ابتداء من رئيسها. وحتّى لو ألّف الحريري حكومة لن تحلّ الأزمة”.