IMLebanon

تباين المعرفة التقنية بين الأجيال يؤدي إلى توتر العلاقات

كتب شادي عواد في “الجمهورية”:

في ظل الاعتماد شبه التام على التكنولوجيا بسبب جائحة كورونا، زادت طلب عمليات المساعدة التقنية على الشباب، من قبل الأشخاص الأكبر سناً غير المواكبين للتكنولوجيا.

لم يكبر جميع المستخدمين بصحبة الأجهزة التقنية منذ صغرهم، لذا قد لا يشعر الجيل الأكبر سناً بالراحة عند استخدامها كما يشعر أبناء الجيل الذي نشأ مع التقنية. لكن ذلك لم يقلص الرغبة بأن يستمتع الجميع بالفرص التي يمكن أن تحققها التقنيات في حياتهم، والقيام بالأنشطة التقنية عبر الإنترنت، والتي أصبحت أمراً لا مفر منه في الفترة الحالية.

توتر في العلاقات

بيّنت دراسة حديثة ارتفاع التأثير السلبي الذي يحدثه طلب المساعدة التقنية من قبل أفراد الأسرة غير الملمّين بالتكنولوجيا، من أفراد الأسرة الشباب، ما أدى في بعض الأحيان إلى توتر في العلاقات بين الأسرة الواحدة. وكشفت الدراسة أن أكثر من ثلث المستخدمين ممّن تزيد أعمارهم على 55 عاماً يواجهون تحديات تقنية يومية إذا لم يتلقوا الدعم التقني. نتيجة لذلك، يلجأ هؤلاء المستخدمون تلقائياً إلى أفراد الأسرة الأصغر سناً للحصول على جميع أشكال الدعم الفني، مثل إصلاح الإنترنت، أو التحميل إلى السحابة، أو إصلاح برامج الدردشة وغيرها الكثير من الطلبات التي تبدو سهلة لِمن هم على اطلاع عليها.

تقديم الدعم الفني

وأشارت الدراسة الى أنّ الشباب من أفراد الأسرة يجدون في محاولات طلب المساعدة التقنية من أفراد الأسرة الأكبر سناً، ما يشغلهم عن شؤون حياتهم، خاصة من الناحية الإفتراضية. وقالت انّ أكثر من نصف الشباب كانوا ملزمين بتقديم الدعم الفني عند الطلب للأقارب الأكبر سناً، بينما أكدت أنّ بعضهم كان يحرص على تجنب أفراد الأسرة الذين يعتقدون أنهم سيطلبون منهم المساعدة. حتى أنها كشفت أمراً غريباً، وهو أن الكثير من المستخدمين الشباب يتجنبون شراء هدايا تقنية لأفراد الأسرة الأكبر سناً، لأنهم يعلمون أنهم سيكونون مضطرين إلى تشغيلها وضبط إعداداتها. في المقابل، أقرّ نصف من تزيد أعمارهم على 55 عاماً بأنهم ليسوا على دراية كافية بالأمور التقنية، وأكدوا أنهم يطلبون المساعدة من أبنائهم أو أفراد أسَرهم الأصغر سناً للحصول على الدعم التقني.

تعاون بين الأجيال

وحول هذه الدراسة، قال خبراء العلاج النفسي إن الحضور الواسع والمتزايد للتقنيات فرض على جميع الأجيال تحدي زيادة المعرفة التقنية والإستفادة منها باستمرار. وفي حين أن كبار السن قد يجدون أن التغيرات التقنية صعبة بالنسبة لهم، فهذا يعني أنه يجب على الجيل الجديد والملم بالتقنيات الحديثة أن يتدخل لإنقاذهم.