IMLebanon

الحضانات في نفق مظلم… إقفالات بالجملة!

يقبع القطاع التربوي منذ اندلاع الازمة في مستنقع من الصعوبات لا يجد سبيلا للخروج منه، نسبة للتداعيات القاتلة التي اصابته. وفي حين تكون الحضانات ومراحل التعليم الابتدائي آخر من يغلق أبوابه في حالات الإقفال العام، وأوّل من يعاود نشاطه، يحدث في لبنان العكس. فما الصعوبات التي تواجهها الحضانات التي تنازع للاستمرار؟

نقيبة أصحاب دور الحضانة هنا جوجو أوضحت لـ “المركزية” أن “القطاع في نفق مظلم لا نعرف نهايته. عدد الإقفالات غير قليل، لكن ما من رقم حاسم ونهائي بعد، لأن النقابة لا تتلقّى تبليغات حول كلّ قرارات الإغلاق. والسبب الأساسي ارتفاع التكاليف خصوصاً مع عدم استقرار سعر صرف الدولار، في حين أن الأهل لا يستسيغون الدفع على غرار ما كانوا يفعلون في السابق، لذا التسعير يتم على سعر صرف ما قبل ثورة 17 تشرين 2019 لا بل تمّ تخفيض أيضاً بدلات التسجيل لأن لا خيارات أخرى وإلا يضطر الأهل الى إخراج أطفالهم من الحضانة نظراً إلى تراجع القدرة المعيشية، وسنة 2020 عملنا فقط ستة أشهر، وهذه السنة شهرا، ونعيش تحت ضغط الخوف المستمر من الإقفال العام”.

وعن تأثير التزام الحضانات بالإقفال العام على الأهل، لفتت إلى “أنهم يطالبون بعدم الإقفال خصوصاً وأن الحضانات تطبق الإجراءات الوقائية بأدقّ التفاصيل. وفي الوقت نفسه يتحمّل أصحاب الحضانات تكاليف إضافية أهمّها فحوص الـ PCR للموظفين، إلى ذلك يتكبّدون خسائر في حال تسجيل إصابة لدى أهل أحد الأطفال أو أحد الموظفين لأن الصف يغلق أو حتّى الحضانة بكاملها في حالات المخالطة وهنا يُخصم ثمن أيام التوقف عن العمل للأهل”.

وفي ما خصّ التلقيح، كشفت جوجو أن “تقدّمنا بكتاب إلى وزارة الصحة مع انطلاق حملة التطعيم الوطنية، لأننا نعتبر من العاملين في الصفوف الأمامية، مطالبين أن تشملنا أولى المراحل، وأدرجنا في المرحلة الثالثة التي لن نصل إليها قبل حزيران المقبل، وهذا وقت طويل إلى جانب بقاء هاجس الـ PCR وتكاليفه المرتفعة. لذا عند بدء التطعيم في القطاع الخاص، تقدّمنا بطلب وتجاوب أصحاب الحضانات لكن البعض يواجه صعوبة في تأمين المبالغ. وشجّعت المنتسبين إلى النقابة على اتّخاذ هذه الخطوة وأن نكون عمليين كي نصل إلى المناعة ونحمي هذا المجتمع الصغير. ويمكن تخفيف المصاريف مع الحفاظ على مستوى الخدمات لتسديد ثمن اللقاحات”.

وأكّدت أن “رغم الظروف الصعبة لم نتوقّف عن تنظيم الـ workshops عن بعد عبر كلّ التقنيات المتوافرة، بهدف تحسين الأداء والحفاظ على توازن الصحة النفسية للحاضنات ورفع المعنويات”.

واعتبرت أن “عدم المساهمة في الوصول إلى المناعة في الحضانات يرتدّ سلباً على الأهل، ويساهم في اهتزاز كيان العائلة لأن عددا كبيرا منهم يعمل من المنزل ومع وجود أطفال يتراجع مستوى التركيز، ما يؤثّر سلباً على عملهم، وعلى الاقتصاد ككلّ”.

وختمت: “الأطفال الذين ولدوا سنة 2019 لم يخرجوا من الدائرة العائلية الضيقة، وتبيّن لنا مع إدخالهم إلى الحضانة أو عودتهم أن بات لديهم خوف من المجموعة، ومن جرّب الحضانة يعود بحماس ولا يريد العودة إلى المنزل. كذلك، لاحظنا حالات عدّة لتأخّر النطق والوصول إلى مهارات يفترض اكتسابها في أعمار معيّنة. في المقابل، ارتفع التركيز على الشاشات لدى الأطفال كون ذلك بات يمثّل الأمان لهم بسبب البقاء في المنزل ومواصلة كلّ الأعمال والتعليم عن بُعد”.