IMLebanon

حراك دولي يضغط لتشكيل حكومة

لفتت مصادر ديبلوماسية في العاصمة الفرنسية، إلى ان مقاربة المستويات الفرنسية لملف التأليف في لبنان تؤكد ان الحكومة في لبنان يجب ان تتألف ضمن مهلة لا تتعدى اياماً او اسابيع قليلة جدا (اسبوعان او ثلاثة اسابيع على الاكثر)، مع الاشارة الى انّ هذه المستويات باتت تعتمد لغة اكثر حدة مما كانت عليه في السابق. وإنّ المسؤولين الفرنسيين المتابعين الملف اللبناني باتوا يتحدثون صراحة عما يسمونها “جهات معلومة تتقصد التخريب وابقاء الوضع في لبنان في دائرة التوتر والأزمة” من دون ان يسموها.

وتقول المصادر ان مسؤولين فرنسيين ابلغوا الى زوارهم من اللبنانيين في باريس، وكذلك عبر اتصالات تلت اتصالات وزير الخارجية الفرنسية جان-ايف لودريان، ما مفاده ان باريس وكل الدول الصديقة للبنان باتت على اقتناع بأن ثمة في لبنان (والمقصود هنا الذين يعطلون تأليف الحكومة وهم معروفون بالاسماء)، من هو مصرّ على اداء مناقض لمصلحة الشعب اللبناني، ويساهم في تقويض الاستقرار في لبنان، وعلى كل المستويات. وتكشف هذه المصادر عن مشاورات تجري على المستوى الفرنسي، ومع دول الاتحاد الاوروبي لإطلاق حراك وشيك، مقرون بإجراءات ضاغطة وملموسة وأكثر فاعلية، في اتجاه بعض المكونات السياسية والرسمية في لبنان، في حال بقي الحال على ما هو عليه من إقفال متعمّد لأفق الحلّ والتفاهم الحكومي ومنع دخول لبنان في حال الاستقرار.

وفي السياق نفسه، وفيما اكد مسؤول كبير لـ”الجمهورية” أنه تبلّغ من جهات ديبلوماسية أن مقاربة واشنطن للملف الحكومي باتت اكثر زخما مما كانت عليه من قبل، وانها تدفع في اتجاه توافق المكونات السياسية في لبنان على حكومة في اسرع وقت ممكن، وموقفها الواضح عبرت عنه السفيرة في بيروت دوروثي شيا لناحية تخلي جميع الاطراف عن شروطهم التي تعطل تشكيل هذه الحكومة. فإمكانية التفاهم لم تعدم بعد، وهناك رئيس مكلف بالتأليف. وتبعاً لذلك، ينبغي ان يصار سريعا الى تشكيل حكومة متفاهم عليها، وتراعي بالدرجة الاولى مصلحة لبنان، وتلبي في شكل اكثر إلحاحاً طموحات الشعب اللبناني بالانقاذ والاصلاح.

ولم تستبعد الجهات الديبلوماسية، على ما نقل المسؤول عينه، بروز خطوات اميركية ضاغطة في هذا الاتجاه، تتقاطع مع الاجراءات التي يلوّح بها الفرنسيون ومعهم دول الاتحاد الاوروبي.