IMLebanon

نوايا القوى السياسية حكوميًا امام اختبار مفصلي

تخضع “جديّة” القوى السياسية في التعاطي مع ملف التأليف، وإرادتهم بأن تكون هناك حكومة، لامتحان جدي ومفصلي. المبادرة المطروحة على الطاولة اليوم هي تلك التي ابصرت النور من عين التينة، بعد اتصالات بينها وبين المختارة. وتقوم على تركيبة من 24 وزيرا مقسمة الى ثلاث “ثمانات”، بحيث لا يكون لاي طرف فيها، الثلث المعطّل. اما الداخلية فيفترض ان تكون من حصة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، على ان يتعاون في اختيار اسم وزيرها مع الرئيس المكلف سعد الحريري، في حين تكون لبعبدا، كلمة في انتقاء الوزراء كلّهم.

هذا الحلّ “تسووي” وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، اذ لا يكسر الرئاسةَ الاولى ولا بيت الوسط. الاخير يكون ارتضى توسيع الحكومة، وتخلّى عن تمسكه بصيغة الـ18. اما القصر، فلا يحصل على الثلث المعطّل، لكن تذهب اليه “الداخلية”، التي كان يرغب بها، في حين يتعزّز ايضا دورُه في “عملية” التشكيل. واذا كان يقال في بعض الصالونات السياسية ان الفريق الرئاسي يرغب بالثلث لضمان مستقبله سياسيا وربما “رئاسيا”، فإن وجود حقيبة الداخلية في “يده”، قبيل الانتخابات النيابية المفترضة، يفترض ان يشكّل عاملا مطمئنا وتعويضا ثمينا، له.

امس، قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله القليل في الملف الحكومي، غير ان موقفه يمكن ان يكون كافيا ووافيا لاعلان نزول فريقه جديا الى “الميدان” لفتح الطرق – لا تلك التي يقفلها “الثوار”- بل حلفاؤه بالشروط والعقبات مانعين تقدم عربة الحكومة. فهو اعلن ان “الكل يعلم ان البلد استنفد حاله ووقته وآن الأوان لأن نضع كل الأمور جانباً ونذهب في محاولة جادّة لإنهاء المأزق الذي يعيشه البلد حالياً”. واضاف “لسنا في موقع اليأس ولا تيأسوا، ففي خلال الأيام الماضية والأيام الآتية هناك جهود جادّة وجماعية من أكثر من جهة للتعاون في محاولة لتذليل بقية العقبات”.

فهل ستُفعّل الضاحية اتصالاتها على خط ميرنا الشالوحي لاقناعها بالتخلي عن الثلث المعطّل؟ هذا هو السؤال الذي يفرض نفسه الآن. إن فعل، يُفترض ان نرى الرئيس بري او احد موفديه قريبا في بعبدا، للتشاور في المبادرة – التسوية من كثب، والا فإن هذه الزيارة لن تحصل، والحل سيلفظ انفاسه سريعا. واذا بقي التشدّد الرئاسي – البرتقالي على حاله، فذلك سيعني ان كلام نصرالله امس كان هدفه تهدئة النفوس والشارع والدولار والعقوبات، وشراء الوقت، عبر ايهام الداخل والخارج ان ثمة جهودا تُبذل للتشكيل. وهذا التعثر سيدل ايضا الى ان لا ارادة ايرانية بعد للافراج عن الحكومة، وان ابقاءها أسيرة، لا يزال حاجة ايرانية لاستخدامها على طاولة المفاوضات الاقليمية والدولية المنتظرة.

نقول ذلك، تتابع المصادر، لان سيناريو وقوف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في وجه الضغوط الداخلية والاقليمية والدولية كلّها، ومسألة نجاحِه “وحيدا” في تعليق عملية التأليف وإحباطها الى حين “التخلّص” من الحريري، لا يقبلهما منطق ويصعب على العاقل تصديقهما. هي مرحلة اختبار لنوايا الجميع، ولحقيقة رغبتهم بتشكيل حكومة حاليا، او استمرارهم في المناورة واللعب على حافة الهاوية. لننتظر نتائجَها “الانفراجية” او “الانفجارية” في الايام القليلة المقبلة.