كتبت شادي عواد في “الجمهورية”:
أحدثت تقنية الـ”8D” ضجة كبيرة في الآونة الآخيرة وأحرزت نجاحاً كبيراً في مجال هندسة الصوت.
تعني تقنية الـ “8D”، أو البعد الثامن للصوت على خلق إحساس وكأنّ الصوت يدور حول الرأس. وتعتمد هذه التقنية الحديثة على خداع العقل ليعتقد أنّ الصوت يأتي من أماكن مختلفة ومن كل جانب.
طريقة العمل
يعمل البعد الثامن للصوت على محاكاة حاسة السمع من خلال وضع الأصوات في الفضاء حول رأس الإنسان، بدلاً من التقنية العادية التي توجّه الصوت إلى قنوات السمع في الأذن اليمنى واليسرى. وللقيام بذلك، يتمّ إرسال الصوت من مكبرات صوت عدة تعمل يطريقة متأخّرة عن بعضها، بمعنى آخر تأخير السرعة التي يصل فيها صوت واحد إلى الأذنين، مما يخلق وهماً بالإتجاه الذي يصدر منه الصوت، تتعزز من خلال التلاعب بأجزاء الصوت المختلفة في الموسيقى، ونقلها إلى مساحة إفتراضية بزاوية 360 درجة. أما بالنسبة للإحساس، يترجم الدماغ مصدر الأصوات من خلال إشارات عدة. ولأنّ التقنية تعتمد على تباين في المدة الزمنية التي يستغرقها الصوت للوصول إلى الأذن، فيصل الصوت للأذن اليمنى قبل أن يصل إلى اليسرى بفترة وجيزة، ما يخلق إدراكاً بالعمق السمعي. وهكذا يتمّ خداع الدماغ ليعتقد بأنّ الصوت ينشأ من نقطة معينة في الفضاء
دوران الصوت
تتميز هذه التقنية بدوران الصوت حول الرأس ويتنقل بين كلتا الأذنين. لكن المستخدم لا يمكنه التفريق في ما إذا كان الصوت يأتي من الأمام أم من الخلف، بسبب الدوران المستمر للصوت. كذلك تستخدم هذه التقنية تأثيرات الصدى المكاني، التي تعطي إنطباعاً بأنّ الصوت يأتي من خارج سماعات الأذن، ويجعل المستخدم يشعر وكأنّه يجلس في غرفة أخرى غير التي يجلس فعلاً فيها. وكل ذلك أصبح ممكناً، لأنّ هذه التقنية ترتبط بأدمغة الإنسان وآلية السمع ومعالجة الأصوات وإدراك البيئة من خلال السمع ثلاثي الأبعاد. فعلى سبيل المثال، عندما يأتي صوت سيارة قادمة من الجهة اليسرى، سيسمع الإنسان الصوت أعلى بأذنه اليسرى، وهذا لأنّ الأذن اليمنى مخفية بواسطة الرأس، والدماغ يدرك تحليل هذه الآلية. والأمر نفسه يتمّ تطبيقه مع تقنية الـ “8D”، بحيث أنّها تعطي شعوراً حقيقياً بالأصوات، في الوقت التي تكون هي فعلياً أصواتاً عادية.