IMLebanon

“الحزب” في الوسط يميل لبعبدا ويطلب ضمانات بشأن سلاحه!

صحيح ان القوى السياسية كلّها، تدلي بدلوها، بالمباشر او عبر المصادر والمقرّبين، في شأن عملية تأليف الحكومة، وتعلّق على تفاصيلها في صورة دورية، الا ان ما يأتي على لسان حزب الله في هذا الخصوص، يأخذ دائما حجما مختلفا ووقعا اقوى. لماذا؟ لان الاخير، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية” يُعتبر اللاعب الاقوى على الساحة المحلية، وهو قادر بفضل عضلاته العسكرية، وتلك النيابية والسياسية، على قلب المعادلة متى قرر، وقد بات امينه العام السيد حسن نصرالله في نظر بعض المراقبين، “المرشد الاعلى” للجمهورية اللبنانية. عندما قال الاخير منذ اسابيع ان الحكومة العتيدة يُستحسن ان تكون تكنو- سياسية والا فإنها معرّضة في اي لحظة للسقوط في الشارع، لأن امامها ملفات كبيرة ومصيرية ومفصلية سيتعين عليها اتخاذ قرارات في شأنها ستكون على الارجح غير شعبية، ما يجعلها ضعيفة إن لم تتمتّع بحصانة سياسية… بدا ان عملية التشكيل عادت الى المربع الاول.

بعد هذا الموقف بايام، أطلّ نصرالله مجددا متحدثا باقتضاب شديد عن الملف الحكومي، الا انه اعتبر حينها ان ساعة الاتفاق على التأليف دقت، وان ثمة سعاة خير ينشطون على هذا الخط للتوفيق بين الاطراف المتباعدة. وقتها، اعتبر بعضُ المراقبين ان نصرالله تحدث بمرونة لعدم تيئيس الناس لا اكثر، ولتهدئة تفلت الدولار من جهة، والعواصم الكبرى المسرعة نحو فرض عقوبات على المعرقلين، وفرملة اندفاعتها هذه، من جهة ثانية، لتُبيّن التطوراتُ التي سُجلت منذ ذلك الخطاب، صدقَ هذه القراءة: قرارُ التأليف لم يُتّخذ بعد. فرغم قوله ان الاوان آن للتشكيل، لم ينزل حزب الله جديا الى ارض التأليف، ولم يتحرّك وسطاؤه بشكل فاعل على خط حلفائه وعلى رأسهم الفريق الرئاسي لتليين مواقفهم وشروطهم، التي بات الجميع يعرف انها السبب الاساس لتعثر ولادة الحكومة، بل اكتفى ببعض الزيارات والاتصالات الشكلية لا اكثر.

امس، اعتبرت كتلة الوفاء للمقاومة، في كلام “رمادي” وضبابي ان “لا يصح لأحد أن يتوهم في نفسه أو في جماعته القدرة على أخذ البلاد وحده حيث يشاء أو يريد. ولن يكون في مقدور فريق أن يصوغ معادلة في الحكومة تكرس تحكمه في القرارات التي ستصدر عنها”… واشارت الى ان “أمام هذه الوقائع.. يصبح التفاهم مدخلا ضروريا وآمنا لتشكيل الحكومة، ويستحسن حينذاك اعتماد الواقعية اجمالا لتقدير الأحجام والأوزان والفعالية وسط حالة الغرق التي تنحو نحوها البلاد في هذه المرحلة، ويصير مطلوبا من كل المعنيين التخفيف ما أمكن من أثقال الأنانية والاستخفاف بالآخرين خصماء أم أصدقاء، والتهيب تاليا من الفشل والمذلة والسقوط في أفخاخ الإذعان للخارج ولشروطه وإملاءاته. إذا فلنبادر، كل من موقعه، إلى تذليل العقبات عبر الحرص على التفاهم الوطني العام بدل الاستقواء ضد بعضنا بعضا”. وقد بدت “نوعا ما” متناغمة مع التيار الوطني، باشارتها الى ان “أن إطالة أمد المخاطر وإعاقة تشكيل الحكومة أهداف عمل ويعمل لها باستمرار بعض اعداء لبنان بهدف ابتزاز اللبنانيين واستدراجهم إلى الإذعان والخضوع لإملاءاتهم وشروطهم وصولا إلى الالتزام بسياساتهم ومشاريعهم”.

حزب الله لا يزال اذا يقف في الوسط، بين الطرفين المتخاصمين عنينا الفريق الرئاسي والرئيس المكلّف، مع جنوح نحو الأول حيث يعتبر كسرَه خطا أحمر، تتابع المصادر. والوضعية هذه، إن دلت الى شيء، فالى ان الحزب لن يبادر قريبا ويؤكد ان المراوحة السلبية ستستمر والحكومة لن تبصر النور في المدى المنظور، في انتظار نتائج المفاوضات الاميركية – الايرانية، نعم، لكن ايضا في انتظار ضمانات يطلبها بأن المرحلة المقبلة لن تشهد اي نقاش في سلاح حزب الله او اي لطرح للاستراتيجية الدفاعية، بحسب المصادر…

في الاثناء، وفي حين نبّهت الكتلة من “أن البلاد بلا حكومة، ستبقى معرّضة لمخاطر الفوضى والتردي على كل صعيد”، تخشى المصادر من ان نكون فعلا ذاهبين نحو “زعزمة ما” بعد ان حذّر من امر من هذا القبيل، الأمينُ العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي امس ومعه مصدر دبلوماسي قال امس ايضا لـ”المركزية” ان”أقصى درجات الضغط بات ضروريا لان اذا لم تشكل حكومة سريعا في لبنان فان حدثا خطيرا سيحصل في هذا البلد”.