IMLebanon

هل تردّ بكركي على “التيار”؟

جاء في “المركزية”:

كان ينقص يوم الحملات الإعلامية والرد على الرد أمس الأحد بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، الحملة التي شنتها الجيوش الإلكترونية التابعة للتيار ولاحقا حزب الله على مواقع التواصل الإجتماعي فور انتهاء البطريرك مار بشارة بطرس الراعي من إلقاء عظته.

مواقف لا تعبّر إلا عن مغرّديها قيلت في حق الراعي وتعليقات طالته بالشخصي عدا عن الإتهامات التي تطال موقع البطريركة كما سيدها. التاريخ يعيد نفسه؟. مشهدية الأمس أعادت إلى الأذهان الهجوم الذي تعرض له مقام البطريركية وسيده الكاردينال الراحل مار نصرالله بطرس صفير عام 1989، لكن مع تسجيل استثناء وحيد، أن الهجوم انتقل من أرض الواقع إلى العالم الإفتراضي حيث لا ضوابط أخلاقية ولا مرجعيات مسؤولة.

الهجوم الإفتراضي الذي تجاوز حدود الأخلاقيات لم يلق رداً من البطريركية المارونية ولن..هذا ما أكده لـ”المركزية” عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن وكرر القول “أن البطريرك الماروني وما يمثل من مقام بطريركي هو مرجعية مارونية ووطنية.والبطريركية المارونية سعت لإنشاء دولة لبنان الكبير وهي مسؤولة عن الحفاظ على جوهر العيش المشترك”.

الخازن الذي كان زار صباحا القصر الجمهوري والتقى الرئيس ميشال عون أكد أن تغريدته المسائية لم تكن موجهة للبطريرك الراعي وقال:” بعض الأقلام السامة حاولت تفسير تغريدة الرئيس عون وكأنها موجهة للبطريرك الراعي وهذا غير وارد. فالرئيس تحدث عن الفاسدين وليس من شيمه توجيه اتهام مماثل للبطريرك الماروني”. وفي توضيح لكلام الراعي قال الخازن” البطريرك يصر على تشكيل حكومة ويصر عليها وهو أيضا يريد التدقيق الجنائي بالتزامن مع تشكيل حكومة جديدة”.

وانطلاقا من حرصه على رص الصف المسيحي شدد الخازن على ضرورة تهدئة الأجواء ويختم: “البطريركية والرئاسة الأولى خطان أحمران وسيد بكركي كما رئيس الجمهورية حريصان على احترام مرجعية وموقع الآخر. لكن ثمة من يريد الإصطياد في المياه العكرة وهنا يأتي دور العقلاء”.

“ما حصل في الأمس يمكن اختصاره بهجمة الذباب الإلكتروني على البطريرك الراعي ومقام البطريركية. لكن هل سأل أحد العقلاء ماذا قصد البطريرك في عظته؟ وهل حاول أن يستوضح أحد ما خلفية كلامه الذي قصد فيه أن التدقيق الجنائي في ظل حكومة إصلاح يكون أكثر فعالية؟  الكلام لمصدر كنسي لكنه لا يندرج في إطار التبرير ولا الدفاع عن موقع البطريرك، “إنما كان أجدى بالذباب الإلكتروني أن يرد على غبطته بالسياسة وليس بالشخصي”. المصدر الكنسي  أكد لـ”المركزية” أن ” البطريرك ليس طرفا مع أي فريق، ولا يقول إلا ما تمليه عليه قناعاته الروحية والوطنية. ومن المستغرب أن يفسر موقفه من مسألة التدقيق الجنائي بأنه مع فرقاء ضد فريق العهد”.

“استهداف البطريركية لا يؤدي إلا إلى هلاك الفريق المهاجم واستعادة حقبة أدت إلى إضعاف المسيحيين” بحسب المصادر التي تشدد على صلابة بكركي وتصفها “بالصخرة التي لا تلوي ولا تهتز. وأية محاولة لاستهداف رأس الكنيسة سترتد على الطرف المهاجم وأي هجوم على البطريرك هو بمثابة جلد الذات وسترتد الضربات على الجلاد نفسه.. بكركي هي الخط النهائي للوجود المسيحي في الشرق، وإذا كان ثمة التباس في تلقف كلام البطريرك، فمن الأجدى استيضاحه أو الرد عليه بالسياسة لأنه حريص على إرث الناس. وكلامه ليس من خلفية تضييع التدقيق الجنائي إنما من زاوية طرحه على طاولة حكومة إصلاحات جديدة”.

لا ينفي المصدر الكنسي إستحالة إسكات أبواق ذباب التواصل الإجتماعي لكنه يصر على تحميله الرسالة التالية:” على كل فرد أن يتحمل مسؤولية كلامه والبطريركية لا تعول على حملات التواصل الإجتماعي ومن لديه استفسار فليتواصل معها. ويختم بأمنية للأصوات التي تعلو على شخص البطريرك الراعي والبطريركية المارونية: ” تحلّوا بالحكمة لأن الأجواء لا تتحمل استعادة مشهدية ما حصل في العام 1989″.