IMLebanon

ثلج نيسان نعمة أم نقمة؟

كتب أنطوان العامرية في “الجمهورية”:

المثل الشعبي الذي يتداوله أبناء القرى الجبلية «لا تتعجب يا إنسان جات الثلجة بي نيسان». تحقق المثل هذا العام، ولكنه بدلاً من ان يحيي ويثلج افئدة المزارعين، زاد من همومهم السنوية وحدّ من املهم بالموسم المقبل هذا العام، وخصوصاً في ما يتعلق بثمار الخوخ والمشمش والكرز.

يأمل مزارعو القرى التي ترتفع أكثر من 1000 متر عن سطح البحر، ان لا تتدنى كثيراً درجات الحرارة الى ما دون الصفر، وتتشكّل طبقات الجليد مع انحسار العاصفة، لأنّ ذلك يقضي على ما تبقّى من ازهار وبراعم الإجاص والتفاح.

المزارع لابا مرعب قال لـ«الجمهورية»: «ثلوج آذار وجليده قضت نهائياً على مواسم الخوخ والمشمش والجنارك والدراق وبعض انواع الكرز، والتي تشكّل بالنسبة لنا مصدراً متقدّماً يساعدنا في تأمين ثمن المبيدات والاسمدة. ونأمل ان لا يتشكّل الجليد مع الصباح لأنّه يقضي على ازهار بعض انواع الكرز الذي لا يثمر قبل منتصف تموز كـ»لسان العصفور، والفرعوني، والعجمي» ويقضي ايضاً على موسم الإجاص والتفاح.

أما لابا صوما فقال لـ«الجمهورية»: «لقد ضُربت مواسمنا خلال السنوات الماضية جراء العاصفة القوية التي ضربت بساتيننا وجرّدت أشجار التفاح من الثمار والأوراق والجزوع وتكسير قسم كبير من الأشجار، وقضت أيضاً على موسم السنة الماضية، وكنا نأمل أن يعوض الموسم هذا العام القليل مما خسرناه، خصوصاً في ظل هذه الظروف الصعبة التي نمر بها على مختلف المستويات المعيشية والصحية. والدولة غائبة ولم تنظر يوماً الى معاناتنا. أملنا بالله كبير، ونتمنى أن يسلم ما تبقّى من موسم كي نتمكن من الصمود. خصوصاً وانّ العديد من المزارعين عملوا على قطع عدد كبير من أشجار البساتين لتأمين الحطب للتدفئة خلال هذا الشتاء».

ويبقى السؤال كما قال المزارع جورج ديب: «هل سنتمكن من مواصلة الاهتمام بأراضينا التي تشكّل قسماً كبيراً من قلوبنا وحياتنا. وهل ستنظر يوماً الدولة الى وضعنا وتساعدنا في الصمود ومواجهة كل الأضرار التي تلحق بنا سنوياً»؟

هذا، وغطّت الثلوج التي تساقطت في الضنية معظم المرتفعات الجبلية التي يزيد ارتفاعها على 1300 متر فوق سطح البحر، وتحديداً جبل الأربعين وجرد النجاص وجرد مربين، كما قطعت أيضاً الطريق الرئيسية التي تربط الضنية بالهرمل.

وشهدت المناطق الوسطى والساحلية هطول أمطار غزيرة مصحوبة بحبات البرد التي ألحقت أضراراً بالمزروعات والأشجار المثمرة، وسط تدنٍ ملحوظ في درجات الحرارة.